الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: كان ركوع النبي وسجوده وبين السجدتين

          847- الرَّابع: عن عبدِ الرَّحمن بن أبي ليلى عن البراءِ قال: «كان ركوعُ النَّبيِّ صلعم وسجودُه وبين السَّجدتين، وإذا رفعَ رأسَه من الرُّكوعِ _ما خلا القيامَ والقعودَ_ قريباً من السَّواء». [خ¦792]
          كذا في حديث بَدَلِ بن المحبَّر عن شعبة.
          وفي حديث هلال بن أبي حُميد عن ابن أبي ليلى عن البراء قال: «رَمَقْتُ الصَّلاة مع محمَّدٍ صلعم، فوجدتُ قيامَه، فَرَكْعَتَه، فاعتدالَه بعد ركوعه، فسَجْدَتَه، فجَلْسَتَه بين السَّجدتين، فَسَجْدَتَه، فَجِلْسَتَه ما بين التَّسليم والانصراف قريباً من السَّواء».
          وفي حديث معاذ العَنبري عن شعبةَ عن الحكمِ قال: غلبَ على الكوفةِ رجلٌ _قد سَمَّاه_ زمنَ ابن الأشعث، وسَمَّاه غُنْدَرُ في روايته: مطرَ بنَ ناجيةَ، فأمر أبا عُبيدةَ بنَ عبدِ الله أن يصلِّيَ بالنَّاس، وكان يصلِّي، فإذا رفع رأسَه من الرُّكوعِ قامَ قدْرَ ما أقول: اللَّهمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ مِلءَ السَّماوات ومِلءَ الأرضِ ومِلءَ ما شِئتَ من شيءٍ بعدُ، أهلَ الثَّناءِ والمجدِ، لا مانعَ لِمَا أعطيتَ، ولا مُعطيَ لِمَا منعتَ، ولا / ينفعُ ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ(1).
          قال الحكمُ: فذكرتُ ذلك لعبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي ليلى، فقال: سمعتُ البراءَ بنَ عازِب يقول: «كانت صلاة رسول الله صلعم: قيامُه، وركوعُه، وإذا رفع رأسَه من الرُّكوعِ، وسجودُه، وما بينَ السجدتينِ، قريباً من السَّواء».
          قال شعبة: فذكرته لعمرِو بنِ مرَّةَ، فقال: قد رأيتُ ابنَ أبي ليلى، فلم تكنْ صلاتُه هكذا.


[1] ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ: الجَدُّ ها هنا الغِنى والحظُّ في الرزق؛ أي: لا ينفُع ذا الغِنى منك غِناهُ إنما ينفعُه الطاعة والإيمان.منه الحديث الآخر في وصف يوم القيامة: «وإذا أصحاب الجَدِّ محبوسون»؛ يعني ذَوِي الحظِّ والغِنى.