الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا

          840- السَّادس: عن يزيدَ بن حيَّان قال: انطلقت أنا وحُصين بن سَبْرة وعمرُ بن مُسلم إلى زيد بن أرقمَ، فلمَّا جلسنا إليه، قال له حُصين: لقد لقيتَ يا زيدُ خيراً كثيراً، رأيتَ رسولَ الله صلعم، وسمعتَ حديثه، وغزوت معه، وصلَّيت خلفه، لقد لقيتَ يا زيدُ خيراً كثيراً، حدِّثنا يا زيدُ ما سمعت من رسول الله صلعم.
          قال: يا بن أخي؛ والله لقد كَبِرَت سِنِّي، وقدُمَ عهدي، ونسيتُ بعض الَّذي كُنت أعِي من رسول الله صلعم، فما حدَّثتكم فاقبَلوا، وما لا فلا تكلِّفُونيه، ثمَّ قال: «قام رسول الله صلعم يوماً فينا خطيباً بماءٍ يُدعى خُمَّاً بين / مكَّةَ والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكَّر، ثمَّ قال: أمَّا بعد، ألا أيُّها النَّاس؛ فإنَّما أنا بَشَرٌ، يوشك أن يأتي رسولُ ربِّي فأجيبَ، وأنا تاركٌ فيكم ثقلين، أوَّلهما كتاب الله، فيه الهدى والنُّور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فَحَثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه، ثمَّ قال: وأهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي».
          فقال له حصين: وَمَن أهلُ بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكنَّ أهل بيته من حُرِمَ الصَّدقة بعده، قال: ومَن هُم؟ قال: هم آل علي، وآل عَقيل، وآل جعفر، وآل عبَّاس، قال: كلُّ هؤلاءِ حُرِمَ الصَّدقة؟! قال: نعم.
          زاد في حديث جرير: «كتابُ الله فيه الهدى والنُّور، مَن استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضلَّ».
          وفي حديث سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيَّان نحوه، غير أنَّه قال: «ألا وإنِّي تاركٌ فيكم ثَقَلين، أحدُهما كتاب الله، هو حبلُ الله من اتَّبعه كان على الهدى، ومَن تركَه كان على ضلالةٍ».
          وفيه: فقلنا: مَن أهل بيته، نساؤه؟ قال: لا؛ اَيمُ الله، إنَّ المرأة تكون مع الرَّجل العَصْرَ من الدَّهر، ثمَّ يطلِّقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهلُ بيته أصلُه وعصَبَته الَّذين حُرِمُوا الصَّدقة بعده. /