الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أكل ولدك نحلته مثل هذا

          805- الحديث الأوَّل: عن حُميد بن عبد الرَّحمن، وعن محمَّد بن النُّعمان بن بَشير، عن النُّعمان بن بشير أنَّه قال: «إنَّ أباه أتى به رسولَ الله صلعم، فقال: إنِّي نَحلْت(1) ابني هذا غلاماً كان لي، فقال رسولُ الله صلعم: أَكُلَّ ولدك نحلته مثلَ هذا؟ فقال: لا، فقال رسولُ الله صلعم: فَارْجِعْهُ». [خ¦2586]
          وأخرجاه(2) من حديث أبي عمرو عامرِ بن شراحيلَ الشَّعبيِّ عن النُّعمان بن بَشير قال: «تصدَّق عليَّ أَبِي ببعض ماله، فقالت أمِّي عَمرةُ بنتُ رَواحةَ: لا أرضى حتَّى تُشهِد رسولَ الله صلعم، فانطلق أَبِي إلى النَّبيِّ صلعم لِيُشْهِدَهُ على صدقتي، فقال له رسولُ الله صلعم: أفعلتَ هذا بولدك كلِّهم؟ قال: لا، قال: اتَّقوا الله واعدِلُوا في أولادكم،فرجع أبي فردَّ تلك الصَّدقةَ». [خ¦2587]
          وفي حديث محمَّد بن بشر: فقال رسولُ الله صلعم: «يا بشيرُ؛ ألك ولدٌ سِوَى هذا؟ قال: نعم، قال: أَكُلَّهم وهبتَ له مثلَ هذا؟ قال: لا، قال: فلا تُشْهِدْنِي إذن، فإنِّي لا أشهد على جَوْرٍ».
          وفي حديث عاصم الأحول: «لا تشهِدْنِي على جَوْرٍ». /
          وفي حديث داودَ بن أبي هند: «أشهِدْ على هذا غيري، ثمَّ قال: أيسرُّكَ أن يكونوا إليك في البِرِّ سواء؟ قال: بلى، قال: فلا إذاً».
          وأخرجه مسلمٌ من حديث عروةَ بن الزُّبير عن النعمان: «أنَّ أباه أعطاه غلاماً، فقال له النَّبيُّ صلعم: ما هذا؟ قال: أعطانيه أَبِي، قال: فكلَّ إخوتك أعطاه كما أعطاك؟ قال: لا، قال: فَارْدُدْهُ».


[1] النِّحْلة: العطية، نحل وأعطى ووهب بمعنى واحد.
[2] في هامش (أبي شجاع): (هذا لفظ مسلم)، وهو كما قال.