غاية التوضيح

حديث: مره فليراجعها

          5252- 5253- قولُهُ: (قُلْتُ: تُحْتَسَبُ) أي: قال أنسُ بنُ سيرينَ: قلتُ لابنِ عمرَ: أتُحتَسَبُ؟ (قَالَ) ابنُ عمرَ: (فَمَهْ) (ما) للاستفهام، وأُبدِلتْ ألفُها هاءً لقربِ مخرجِهما؛ كأرقتُ وأهرقتُ؛ أي: فما يكون إن لم أحتسب؛ يعني: أحتسب، ويحتمل أن تكونَ (مَهْ) كلمةَ كفٍّ(1) وزجرٍ؛ أي: انزجر عنه فإنَّه لا شكَّ في وقوعِ الطَّلاقِ وكونه محسوبًا في عدد الطَّلاق.
          قولُهُ: (أَرَأَيْتَ) يريد: أرأيتَ إن عجزَ واستحمقَ أيُسقِط عجزُهُ وحمقُهُ حكمَ الطَّلاقِ الذي أوقعَهُ في الحيض؟ وهذا من المحذوف الجوابِ الذي يدلُّ عليه الفحوى.
          قال النَّوويُّ: والقائلُ بهذا الكلامِ هو ابنُ عمرَ صاحب القصَّة، ويريد به نفسَهُ، وأعاد الضَّميرَ بلفظ الغيبة، وقد جاء في «مسلمٍ» أنَّ ابنَ عمرَ قال: ما لي لا أعتدُّ بها وإن كنتُ عجزتُ واستحمقتُ.
          وفي «الكرمانيِّ»: أقول: يحتمل أن تكونَ كلمةُ (إنْ) نافيةً(2)؛ أي: ما عجزَ(3) ابنُ عمرَ وما استحمقَ؛ أي: ليس طفلًا ولا مجنونًا حتَّى لا يقعَ طلاقُهُ، والعجزُ لازمُ الطِّفلِ، والحمقُ لازمُ الجنونِ، فهو من إطلاقِ اللَّازمِ [وإرادة] الملزوم، و(إنْ) تكون مُخفَّفةً من الثَّقيلة، واللَّامُ غيرُ لازمٍ، ولو صحَّ الرِّوايةُ بالفتح؛ فالمعنى أظهرُ (حُسِبَتْ) بلفظ المجهول؛ أي: الطَّلقةُ التي كانتْ في الحيض.


[1] في الأصل: (ألف)، وهو تحريفٌ.
[2] في الأصل: (ما فيه)، وهو تحريفٌ.
[3] في الأصل: (عجزت)، وهو تحريفٌ.