غاية التوضيح

حديث: يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا

          4476- قولُهُ: (لَوِ اسْتَشْفَعْنَا) (لو) للتَّمنِّي؛ أي: لوِ استشفعنا أحدًا.
          قولُهُ: (لَسْتُ هُنَاكُمْ) أي: لستُ في المكانة والمنزلة التي تحسبونني(1)؛ يريد: مقام الشَّفاعة.
          قولُهُ: (فَيَحُدُّ لِي حَدًّا) أي: يعيِّن قومًا؛ كأن يقول: شفَّعتك فيمن أخلَّ بالصَّلوات، أو فيمن شرب الخمرَ مثلًا.
          قولُهُ: (ثُمَّ أَعُودُ فَأَقُولُ) أقول: لعلَّ فيه اختِصارًا يدلُّ عليه الحديثُ الآتي في باب «كلام الرَّبِّ(2) ╡» في آخر الجزء(3)، قال: «أعود بالرَّابعة، فأحمده بتلك المحامد» إلى قوله: «فأقول: يا ربِّ؛ ائذن لي فيمن قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ...»؛ الحديث.
          قولُهُ: (حَبَسَهُ) أي: حُكِم بالحبس في النَّار أبدًا، فإن قلت: الظَّاهر هو الإراحةُ من موقف العرصات، لا الإخراج من النَّار؛ قلت: انتهى حكاية الإراحة عند قوله: (فيُؤذَن)، وما بعده هو زيادةٌ على ذلك؛ كذا في «الكرمانيِّ»، وقيل: المُرادُ بالنَّار الحبسُ والكربةُ، وما كان فيه المؤمنون من المشقَّة ودنوِّ الشَّمس إلى رؤوسهم والعرق الملجم؛ كذا في «مُختَصر النَّبيِّ»، وسيجيء إن شاء الله تعالى جوابٌ آخرُ في باب «قول الله ╡: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة:22]» في آخر الجزء.


[1] في الأصل: (تحبسونني)، وهو تحريفٌ.
[2] في الأصل: (السِّرب)، وهو تحريفٌ.
[3] كذا في الأصل، ولعلَّها: (جزءٍ).