غاية التوضيح

حديث: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه

          2009- 2010- قوله: (وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ) أي: على ترك الجماعة في التَّراويح.
          قوله: (عَبْدٍ القارِيِّ) بتنوين (عبدٍ)، (القاريِّ) بتشديد المثنَّاة التَّحتيَّة، نسبة إلى القارن أويس بن الحكم.
          قوله: (أَوْزَاعٌ) بفتح الهمزة وسكون الواو بعد الزَّاي والمهملة: الجماعات المتفرِّقة، لا واحدة له من لفظه، فقوله: (مُتَفَرِّقون) نعت للتَّأكيد، مثل نفحة واحدة، أراد أنَّهم كانوا يشتغلون في المسجد النَّبويِّ بعد صلاة العشاء متفرِّقين، (أَمْثَل) أي: أفضل من تفرِّقهم.
          قوله: (فَعَزَمَ) أي: عمر، وجمعهم سنة أربع عشر من الهجرة، فكان أبيُّ بن كعبٍ يصلِّي بالرِّجال، وكان تميمٌ الدَّاريُّ يصلِّي بالنِّساء.
          قوله: (بِصَلاةِ قارِئِهم) أي: إمامهم، فيه إشعار بأنَّ عمر كان لا يواظب الصَّلاة معهم، ولعلَّه كان يرى أنَّه فعلها في بيته، ولا سيَّما في آخر اللَّيل أفضل.
          قوله: (نِعْمَ البِدْعَةُ هَذِهِ) البدعة في اللُّغة: كلُّ شيءٍ عمل على غير مثال سبقَ، وفي الشَّرع: ما لم يدلَّ عليه دليلٌ شرعيٌّ؛ كذا في «المقاصد»، وحديث: «كلُّ بدعةٍ ضلالةٌ» عامٌّ مخصوصة، ثمَّ لمَّا اجتمع الصَّحابة مع عمر على ذلك زال عنه اسم البدعة لأنَّه ╕ قال: «اقتدوا باللَّذين بعدي أبي بكرٍ وعمر»؛ كذا في «القسطلانيِّ»، واعترض بأنَّه كيف سمَّاه بدعة مع أنَّه ثبت كما يجيء في هذا الباب أنَّه فعله صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم؟
          وأجيب: بأنَّه سمَّاه بدعة تسميةً لغويَّةً، لا تسمية شرعيَّة؛ كذا في «المقاصد».
          أقول: فيه نظرٌ لأنَّه إذا ثبت أنَّه صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم صلَّى التَّراويح بالجماعة ليلتين أو ثلاثًا، أو لم يكن هذا العمل على غير مثال، فلم يكن بدعة لغةً أيضًا.
          قوله: (يَنَامونَ) أي: فارغين عنها؛ أي: الصَّلاة، (أَفْضَلُ) من الصَّلاة في آخر اللَّيل، وبعضهم عكسوا، وبعضهم فصَّلوا بين من استوثق بالانتباه عن النَّوم وغيره؛ كذا في «الكرمانيِّ».