إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله

          553- وبالسَّند قال: (حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) الفراهيديُّ _بالفاء(1)_ الأزديُّ البصريُّ، وسقط عند الأَصيليِّ «ابن إبراهيم» (قَالَ: حدَّثنا) ولأبي ذرٍّ وابن عساكر: ”أخبرنا“ (هِشَامٌ) هو ابن عبد الله الدَّستوائيُّ (قَالَ: حدَّثنا) ولأبي ذرٍّ: ”أخبرنا“ (يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ) بالمُثلَّثة، الطَّائيُّ اليماميُّ(2) (عَنْ أَبِي قِلَابَةَ) بكسر القاف، عبد الله بن زيدٍ (عَنْ أَبِي المَلِيحِ) بفتح الميم وكسر اللَّام آخره حاءٌ مُهمَلةٌ، عامر بن أسامة الهذليِّ (قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ) بن الحصيب الأسلميِّ، آخر من مات من الصَّحابة ♥ بخراسان سنة اثنتين وستِّين حال كوننا (فِي غَزْوَةٍ) وحال كوننا (فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ) بريدةُ بعد معرفته بدخول الوقت بظهور‼ الشَّمس في خلال الغيم، أو بالاجتهاد بوردٍ أو(3) نحوه: (بَكِّرُوا) أي: عجِّلوا وأسرعوا (بِصَلَاةِ العَصْرِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلعم قَالَ: مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ) أي: متعمِّدًا، كما زاده مَعْمَرٌ في روايته (فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) أي: ثواب عمله، أورده(4) على سبيل التَّغليظ، أو فكأنَّما حبِط عمله لأنَّ الأعمال لا يحبطها إِلَّا الشِّرك، قال تعالى: { وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ }[المائدة:5] ووقع في رواية المُستملي: ”من ترك صلاة العصر حبط عمله“ بإسقاط «فقد»، وإنَّما خُصَّ الغيم بذلك لأنَّه مظنَّة التَّأخير تنطُّعًا في الاحتياط، وإخلادًا من النَّفس إلى التَّأخير الزَّائد على(5) الحدِّ بحجَّة(6) الاحتياط، فقابل ما في الطِّباع بالتَّنبيه على مُخالَفتها، والاجتهاد في التَّلوُّم(7) إليها بالتَّحرِّي بحسب الإمكان، قاله في «المصابيح».
          ورواة هذا الحديث السِّتَّة(8) بصريُّون، وفيه: التَّحديث والقول، وثلاثةٌ من التَّابعين على الولاء، وأخرجه المؤلِّف أيضًا في «الصَّلاة» [خ¦594]، والنَّسائيُّ وابن ماجه.


[1] «بالفاء»: مثبتٌ من (ص) و(م).
[2] في (ص) و(م): «اليمانيُّ»، وهو تحريفٌ.
[3] في (م): «و».
[4] في (د): «أو ردَّه».
[5] في (د): «عن».
[6] في (ص) و(م): «لحجَّة».
[7] في (د): «المعلوم».
[8] «السِّتَّة»: سقط من (د).