إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كنا نصلي العصر ثم يذهب الذاهب منا إلى قباء

          551- وبه قال: (حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسيُّ (قَالَ: أَخْبَرَنَا) إمام الأئمَّة (مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهريِّ (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) / ☺ (قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي العَصْرَ) مع رسول الله صلعم ، كما عند الدَّارقُطنيِّ في «غرائبه» (ثمَّ يَذْهَبُ الذَّاهِبُ مِنَّا) يريد أنسٌ نفسه لقوله في رواية أبي الأبيض عنه عند النَّسائيِّ والطَّحاويِّ: «ثمَّ أرجع إلى قومي في ناحية المدينة» (إِلَى) أهل (قُبَاءٍ) بالمدِّ والقصر، والصَّرف وعدمه، والتَّذكير والتَّأنيث، والأفصح فيه المدُّ والصَّرف والتَّذكير موضعٌ على ثلاثة أميالٍ من المدينة، وأصله: اسم بئرٍ، قال ابن عبد البرِّ: الصَّواب «إلى العوالي»، و«قباءٌ» وَهْمٌ من مالكٍ لم يتابعه أحدٌ من أصحاب الزُّهريِّ عليه، وتُعقِّب بأنَّه رُوِي عن ابن أبي ذئبٍ عن الزُّهريِّ: «إلى قباءٍ» كما نقله الباجيُّ عن الدَّارقُطنيِّ، و«قباءٌ» من «العوالي»، وليست(1) «العوالي» كلَّ «قباءٍ» (فَيَأْتِيهِمْ) أي: أهل قباءٍ (وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ).
          وفي هذا(2) الحديث: التَّحديث والإخبار والعنعنة والقول.


[1] في (ص) و(م): «ليس».
[2] «هذا»: ليس في (م).