إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك

          6241- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عُيينة (قَالَ الزُّهْرِيُّ) محمَّد بن مسلمٍ، ليس فيه التَّصريح بأنَّ سفيان سمعه. نعم، أخرجَ الحديث مسلمٌ والتِّرمذيُّ من طُرقٍ عن سفيان، وفيها عن الزُّهريِّ، ورواه الحميديُّ وابن أبي عمر في «مسنديهما» فقالا: حدَّثنا الزُّهريُّ. قال سفيان: (حَفِظْتُهُ) أي: الحديثَ من الزُّهريِّ (كَمَا أَنَّكَ هَهُنَا) أي: حفظًا ظاهرًا كالمحسوس من غير شكٍّ ولا شبهةٍ فيه (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) السَّاعديِّ ☺ ، أنَّه (قَالَ: اطَّلَعَ رَجُلٌ) قيل: هو الحَكمُ بن أبي العاص بن أميَّة (مِنْ جُحْرٍ) بتقديم الجيم المضمومة على الحاء المهملة الساكنة، ثقبٌ مستديرٌ (فِي حُجَرِ النَّبِيِّ) بضم الحاء المهملة وفتح الجيم بلفظ الجمع، ولأبي ذرٍّ عن الكشميهنيِّ: ”في حجرةِ النَّبيِّ“ ( صلعم ، وَمَعَ النَّبِيِّ صلعم مِدْرًى) بكسر الميم وسكون الدال المهملة وتنوين الراء، بوزن مِفْعل(1)، حديدةٌ يُسرَّح بها الشَّعر. وقال الجوهريُّ: شيءٌ(2) كالمِسلَّة يكون مع الماشطةِ تُصلِح بها قرون النِّساء، والمِدرى يذكَّر ويؤنَّث (يَحُكُّ بِهِ(3) رَأْسَهُ، فَقَالَ) صلعم له: (لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ) أي: إليَّ، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”تنتظر“ بوزن تفتعل، والأوَّل(4) أوجه (لَطَعَنْتُ بِهِ) بالمِدرى (فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاِسْتِئْذَانُ) بضم الجيم وكسر العين، أي: شُرِع الاستئذان في الدُّخول (مِنْ أَجْلِ البَصَرِ) لئلَّا يقع على عورة أهل البيت، ويطَّلع على أحوالهم.
          والحديثُ سبق في «باب الامتشاط»، من «كتاب اللِّباس» [خ¦5924].


[1] في (ع): «يفعل».
[2] «شيءٌ»: ليست في (ص).
[3] في (ص): «بها»، وفي (د) زيادة: «وفي رواية الكشميهني والمستملي: بها».
[4] في (ع): «الأولى».