إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ليس منكم من أحد إلا وقد فرغ من مقعده من الجنة والنار

          6217- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”حَدَّثَنِي“ بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بالموحدة والمعجمة، بُنْدَار قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ) محمَّد(1)، واسم أبي عدي إبراهيمُ البصريُّ (عَنْ شُعْبَةَ) بن الحجَّاج (عَنْ سُلَيْمَانَ) هو الأعمشُ، لا التَّيميُّ (وَمَنْصُورٍ) هو ابنُ المعتمر (عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبيدة) بسكون العين في الأوَّل، وضمها في الثاني، الكوفيِّ السُّلميِّ(2) ختن أبي / عبد الرَّحمن السُّلميِّ (عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ) عبد الله بن حبيبٍ (السُّلَمِيِّ) المقرئ الكوفيِّ (عَنْ عَلِيٍّ ☺ ) أنَّه (قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلعم فِي جَنَازَةٍ) في البقيع (فَجَعَلَ يَنْكُتُ الأَرْضَ)(3) ولأبي ذرٍّ: ”في الأرض“ (بِعُودٍ) وفي «الجنائز» فقعدَ وقعدنَا حولهُ ومعه مِخْصَرة، فنكَّسَ فجعلَ ينكتُ بمخصرتهِ [خ¦1362]. وهذا الفعلُ يقعُ غالبًا ممَّن يتفكَّر في شيءٍ يريد استحضار معانيهِ (فَقَالَ: لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ فُرِغَ) بضم الفاء وكسر الراء (مِنْ مَقْعَدِهِ مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ) و«من» بيانيَّة (فَقَالُوا) وفي «الجنائز» فقال رجلٌ [خ¦1362]. وفسِّر بعليٍّ وبسُرَاقة(4) بن جُعْشُم وبعمر (أَفَلَا نَتَّكِلُ؟) نعتمدُ، زاد في «الجنائزِ» على كتابنَا وندعُ العملَ، فمن كان منَّا من أهلِ السَّعادة فسيصيرُ إلى عمل أهل السَّعادة، وأمَّا من كان منَّا من أهل الشَّقاوة فسيصيرُ إلى عمل أهلِ الشَّقاوة [خ¦1362] (قَالَ) صلعم : (اعْمَلُوا فَكُلٌّ) من أهلِ السَّعادة والشَّقاوة (مُيَسَّرٌ) أي: لما خُلِق له ({فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى}الآيَةَ[الليل:5]) واستدلَّ بذلك على إمكانِ معرفةِ الشَّقيِّ من السَّعيد في الدُّنيا؛ لأنَّ العملَ علامةٌ على الجزاءِ، فيحكمُ بظاهرِ الأمر‼، وأمرُ الباطنِ إلى الله تعالى.


[1] في (د): «مسلم».
[2] «السُّلمي»: ليست في (ب).
[3] في (ب) و(س) زيادة: «بالفوقية».
[4] في (د): «وسراقة».