إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إنما يلبس هذه من لا خلاق له

          5841- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التَّبوذكيُّ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (جُوَيْرِيَةُ) بن أسماء الضُّبعيُّ (عَنْ نَافِعٍ) مولى ابن عمر (عَنْ عَبْدِ اللهِ) ابن عمر(1) (أَنَّ) أباه (عُمَرَ) بن الخطَّاب ( ☺ رَأَى حُلَّةً) بالتَّنوين (سِيَرَاءَ) عطف أو صفة، أو بإضافة حُلَّةٍ لسيراء، كما مرَّ قريبًا [خ¦5840] (تُبَاعُ) في السُّوق، وكانت لعطارد التَّميميِّ، كساه إيَّاها كسرى (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوِ ابْتَعْتَهَا، تَلْبَسُهَا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”فلبستها“ (لِلْوَفْدِ) من العرب (إِذَا أَتَوْكَ وَالجُمُعَةِ‼) وعند النَّسائيِّ: «فتجمَّلتَ بها لوفود العرب(2) إذا أتوكَ، وإذا خطبت النَّاس يومَ عيدٍ و(3) غيره» (قَالَ) صلعم : (إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ) وفي رواية جريرٍ: ”إنَّما يلبس الحرير“ (مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ) زاد مالكٌ في رواية: «في الآخرة» أي: من لا نصيبَ، أو لا حظَّ له في الآخرة (وَأَنَّ النَّبِيَّ صلعم بَعَثَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ حُلَّةَ سِيَرَاءَ حَرِيرٍ) بالجرِّ، ولأبي ذرٍّ: ”حريرًا“ بالنَّصب (كَسَاهَا) صلعم (إِيَّاهُ) أي: عمر، والمراد بقوله: كساه(4)، أي: أعطاه ما يصلحُ أن يكون كسوةً، أو(5) الإطلاق باعتبارِ ما فهم عمر من ذلك، وإلَّا فقد ظهر من بقيَّة الحديث أنَّه لم يبعث بها إليه ليلبسها (فَقَالَ عمر): يا رسول الله (كَسَوْتَنِيهَا(6) وَقَدْ سَمِعْتُكَ تَقُولُ فِيهَا مَا قُلْتَ) من أنَّه إنَّما يلبسها من لا خلاقَ له (فَقَالَ) صلعم : (إِنَّمَا بَعَثْتُ إِلَيْكَ) أي: بها (لِتَبِيعَهَا) فتنتفعَ بثمنها (أَوْ تَكْسُوَهَا) غيرك من نساء وغيرهنَّ، لكنَّه يحرم على الرِّجال فانحصرَ في النِّساء، وعند الطَّحاويِّ: «إنِّي(7) لم أَكْسُكَها لتلبسها إنَّما أعطيتُكها لتُلْبِسَها النِّساء» ولأبي ذرٍّ: ”لتكسوهَا“ بزيادة لامٍ أولها، وزاد مالك: «فكساها عمر أخًا له مشركًا». وعند النَّسائيِّ: «أخًا له من أمِّه». وسمَّاه ابن بشكوال عثمان بن حكيم، وقال الدِّمياطيُّ: هو السُّلميُّ.
          وهذا الحديث سبق في «الجمعة» [خ¦886] وأوَّل «العيدين» [خ¦948].


[1] قوله: «ابن عمر»: ليست في (د).
[2] في (د) و(م): «للوفود العربية».
[3] في (ب) و(س): «أو».
[4] في (ب): «كساها إياه».
[5] في (م) و(د): «و».
[6] في (م): «أكسوتنيها».
[7] في (د): «إنه قال».