إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: والله إنكن لأحب الناس إلي

          5234- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”حَدَّثني“ بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بفتح الموحدة والشين المعجمة المشددة، ابن عثمان العبديُّ، الملقب ببندار قال: (حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) محمد بنُ جعفر قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ هِشَامٍ) هو ابنُ زيد(1) بن أنسٍ، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ☺ ) أنَّه (قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ‼ مِنَ الأَنْصَارِ) قال الحافظ ابن حجرٍ: لم أعرفها. وزاد بهز في «فضائل الأنصار»: «ومعها صبيٌّ لها» [خ¦3786] (إِلَى النَّبِيِّ صلعم ، فَخَلَا بِهَا) رسول الله صلعم بحيث لا يسمعُ من حضر شكواها، لا بحيث غابَ عن أبصار من كان معه، وفي مسلم: أنَّ امرأةً كان في عقلها شيءٌ قالت: يا رسول الله، إنَّ لي إليكَ(2) حاجةً، فقال: «يا أمَّ فلانٍ، انظري أيَّ السِّككِ شئتِ حتَّى أقضي لك حاجتكِ» (فَقَالَ) لها ╕ : (وَاللهِ إِنَّكُنَّ) بِنون النِّسوة، ولأبي ذرٍّ: ”إنَّكم“ بالميم بدل(3) النون (لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ) يريد الأنصار.
          وفيه فضيلةٌ عظيمةٌ لهم، وأنَّ مفاوضة الأجنبيَّة سرًّا لا يقدَح(4) في الدِّين عند أمن الفتنة، وسعةُ حلمه صلعم / وتواضعه.


[1] في (ب): «يزيد».
[2] «إليك»: ليست في (ص).
[3] في (م): «بعد».
[4] في (ب) و(س): «تقدح».