إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كنا نعزل والقرآن ينزل

          5208- 5209- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عُيينة (قَالَ عَمْرٌو) هو ابنُ دينار: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عَطَاءٌ) هو ابنُ أبي رباح أنَّه (سَمِعَ(1) جَابِرًا ☺ ) أنَّه (قَالَ: كُنَّا نَعْزِلُ) بنون مفتوحة والزاي مكسورة (وَالقُرْآنُ يَنْزِلُ).
          (وَعَنْ عَمْرٍو) أي: ابنِ دينار (عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ) ☺ أنَّه(2) (قَالَ: كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلعم )(3) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: ”كانَ يُعزَل“ بتحتية مضمومة بدل النون وفتح الزاي مبنيًّا للمفعول (وَالقُرْآنُ) أي: والحال أنَّ القرآنَ (يَنْزِلُ) أي: بتفاصيل الأحكام. زاد في روايةِ إبراهيم بن موسى _في روايته عن سفيان_ أنَّه قال حين روى هذا الحديث: أي(4): لو كانَ حرامًا لنزل فيه. ولم يقل في هذه الرِّواية: على عهدِ رسولِ الله صلعم . قال في «الفتح»: وكأنَّ ابن عُيينة حدَّث به مرَّتين، فمرَّة ذكر فيها(5) الإخبار والسَّماع، فلم يقل فيها: على عهدِ رسول الله صلعم ، ومرَّةً بالعنعنةِ فذكرها، وقد صرَّح جابر بوقوعِ ذلك على عهدهِ صلعم . وقد وردت عدَّة طرق / مصرِّحة باطِّلاعهِ على ذلك، وفي مسلم من طريق أبي الزُّبير عن جابرٍ قال: «كنَّا نعزلُ على عهد رسولِ الله صلعم ، فبلغ ذلك نبيَّ الله صلعم فلم ينهَنَا». ومن وجهٍ آخر عن أبي الزُّبير عن جابرٍ: أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلعم فقال: إنَّ لي جاريةً، وأنا أطوفُ عليها، وأنا أكرهُ أن تحمل، فقال: «اعزِل عنها إنْ شئتَ، فإنَّه سيأتيها ما قدِّر لها» فلبث الرَّجلُ، ثمَّ أتاهُ فقال: إنَّ الجارية قد حبلتْ. قال: «قد أخبرتُك».


[1] في (م): «عن».
[2] قوله: «☺ أنه» ليس في (س) و(ص).
[3] في (د) زيادة: «بنون مفتوحة والزاي مكسورة».
[4] في (د): «أنه».
[5] في (م): «فيه».