إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن رسول الله حرق نخل بني النضير وقطع

          4884- وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ) بنُ سعيدٍ قال: (حَدَّثَنَا لَيْثٌ) هو ابنُ سعدٍ الإمام (عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ☻ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ) لمَّا نزلَ بهم، وكانوا تحصَّنُوا بحصونِهم (وَقَطَعَـ)ـها إِهانةً لهم وإِرهَابًا وإرعابًا(1) لقلوبِهِم (وَهْيَ البُوَيْرَةُ) بضم الموحدة وفتح الواو وبعد التحتية الساكنة راء: موضعٌ بقرب المدينة ونخل لبني النَّضير، فقالوا: يا محمَّد؛ قد كنتَ تَنهى عن الفسادِ في الأرضِ، فما بالُ قطعِ النَّخلِ وتَخرِيبها(2)؟! (فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا}) الضَّمير عائد على {مَا} وأُنِّث؛ لأنَّه مفسَّر بـ «اللِّينة» ({قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ}) أي: خيَّركم في ذلك ({وَلِيُخْزِيَ}) بالإذنِ في القطْعِ ({ الْفَاسِقِينَ}[الحشر:5]) اليهود في اعتراضِهم بأنَّ قطعَ الشَّجرِ المثمرِ فسادٌ، واستُدِلَّ به على جوازِ هدمِ ديارِ الكفَّارِ وقطعِ أشجارِهم زيادةً لغيظهِم.


[1] قوله: «وإرعابًا»: ليست في (ص).
[2] في (ب) و(س): «تحريقها».