إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب:{حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم}

          ░1▒ هذا (بابٌ) بالتَّنوين في قولهِ تعالى: ({حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ}) قال في «الأنوار»: هذا غايةٌ لمفهوم الكلام من أنَّ ثمَّ توقُّفًا و(1) انتظارًا للإذنِ، أي: يتربَّصونُ فزعينَ حتَّى إذا كشفَ الفزعُ عن قلوبِ الشَّافعين والمشفوع لهم بالإذنِ، وقيل: الضَّميرُ للملائكةِ، وقد تقدَّم ذكرهُم ضِمنًا، واختلف في الموصوفين بهذه الصِّفةِ، فقيل: هم الملائكةُ عند سماعِ الوحي ({قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ})؟ جواب {إِذَا فُزِّعَ} ({قَالُوا}) أي: المقرَّبون من الملائكة كجبريل: قال ربنا القول ({ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}[سبأ:23]) إشارة إلى أنَّه الكاملُ في ذاتهِ وصفاته.


[1] في (ص) و(ب): «أو».