إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لما رميت عائشة خرت مغشيًا عليها

          4751- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ) بالمثلَّثة العبديُّ البصريُّ قال: (أَخْبَرَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ (سُلَيْمَانُ) هو أخوه (عَنْ حُصَيْنٍ) مُصغَّرًا، ابنِ عبدِ الرَّحمن أبي(1) الهذيل السُّلَمِيِّ الكوفيِّ (عَنْ أَبِي وَائِلٍ) شقيقِ بنِ سلَمةَ (عَنْ مَسْرُوقٍ) هو ابنُ الأجدع (عَنْ أُمِّ رُومَانَ) بضمِّ الرَّاء، بنتِ عامرِ بنِ عويمرٍ (أُمِّ عَائِشَةَ) ☻ (أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا رُمِيَتْ عَائِشَةُ) بما رُميت به مِنَ الإفك (خَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا) وفي بعض النسخ بإسقاط لفظ: ”عليها“ كما في «المصابيح»، وقال السفاقسيُّ: صوابه: مغشيةً؛ يعني: بتاء التأنيث بدل الألف، وردَّه الزركشيُّ: بأنَّه على تقدير الحذف، أي: عليها، فلا معنى للتأنيث، قال في «المصابيح»: لكن يلزمُ على تقديره حذفُ النائب عن الفاعل، وهو ممتنعٌ عند البصريِّين، وإنَّما يُنسب القول به‼ للكِسائيِّ من الكوفيِّين، وأمَّا على ما استصوبه السفاقسيُّ؛ فإنَّما(2) يلزم حذفُ الجارِّ وجعلُ المجرور مفعولًا على سبيل الاتِّساع، وهو موجودٌ في كلامِهِم، ومطابقتُه لما تَرجم به من جهة(3) قصَّة الإفك في الجملة، واعترض الخطيب _وتَبِعَه جماعةٌ_ على هذا الحديث: بأنَّ مسروقًا لم يسمع من أمِّ رُومان؛ لأنَّها تُوفِّيت في زمنه صلعم ، وسِنُّ مسروقٍ إذ ذاك ستُّ سنين، فالظاهرُ أنَّه مرسلٌ، وأجاب في «المقدمة»: بأنَّ الواقع في «البخاري» هو الصواب؛ لأنَّ راوي وفاة أمِّ رُومان في سنة سِتٍّ عليُّ بن زيد بن جُدعان، وهو ضعيفٌ، كما نبَّه عليه البخاريُّ في تاريخيه(4) «الأوسط» و«الصغير»، وحديثُ مسروقٍ أصحُّ إسنادًا، وقد جزم إبراهيمُ الحَربيُّ الحافظ(5) بأنَّ مسروقًا إنَّما سمع مِن أمِّ رُومان في خلافة عُمَرَ، وقال أبو نُعيم الأصبهانيُّ: عاشت أمُّ رُومان بعدَ النبيِّ صلعم دهرًا.


[1] في (م): «بن».
[2] في (ب): «فإنه».
[3] «جهة»: ليس في (د).
[4] في (ص) و(م): «تاريخه».
[5] «الحافظ»: ليس في (د).