إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كان رسول الله يأمر بالصدقة فيحتال أحدنا

          4669- وبه قال: (حَدَّثَنَي) ولغير أبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ بالجمع (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) بن رَاهُوْيَه (قَالَ: قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة: (أَحَدَّثَكُمْ) بهمزة الاستفهام (زَائِدَةُ) بن قدامة أبو(1) الصَّلت الكوفيُّ (عَنْ سُلَيْمَانَ) بن مهران الأعمش (عَنْ شَقِيقٍ) هو أبو وائل بن سلمة (عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ) عقبة بن عمرٍو (الأَنْصَارِيِّ) البدريِّ أنَّه (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ، فَيَحْتَالُ) يجتهد(2) ويسعى (أَحَدُنَا حَتَّى يَجِيءَ بِالمُدِّ) من التَّمر أو القمح أو نحوهما، فيتصدَّق به (وإِنَّ لأَحَدِهِمِ اليَوْمَ مِئَةَ أَلْفٍ؟) من الدَّراهم و(3) الدَّنانير؛ لكثرة الفتوح والأموال، ومراده _كما قال الزَّين بن المُنيِّر_: أنَّهم كانوا يتصدَّقون مع قلَّة الشَّيء ويتكلَّفون ذلك، ثمَّ وسَّع الله عليهم، فصاروا يتصدَّقون من يسرٍ مع عدم خشية عسرٍ، و«اليومَ» نصبٌ على الظَّرفية، قال شقيقٌ: (كَأَنَّهُ) أي: أبا مسعود (يُعَرِّضُ بِنَفْسِهِ) لكونه من ذوي الأموال الكثيرة.
          وهذا الحديث قد سبق في أوائل «الزَّكاة» [خ¦1416].


[1] في (د): «ابن»، ولعلَّه تحريفٌ.
[2] في (د): «يجهد».
[3] في (ب) و(س): «أو».