إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: صبح أناس غداة أحد الخمر فقتلوا من يومهم جميعًا شهداء

          4618- وبه قال: (حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ) المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ) سفيان (عَنْ عَمْرٍو) هو ابن دينارٍ (عَنْ جَابِرٍ) هو ابن عبد الله الأنصاريِّ ╠ أنَّه (قَالَ: صَبَّحَ أُنَاسٌ) بفتح الصَّاد وتشديد الموحَّدة (غَدَاةَ أُحُدٍ) سنة ثلاثٍ (الخَمْرَ) وفي «الجهاد» من طريق عليِّ بن عبد الله المدينيِّ(1) [خ¦3815]: «اصطبح ناسٌ الخمر يوم أُحدٍ» أي: شربوه صبوحًا(2)، أي: بالغداة (فَقُتِلُوا مِنْ يَوْمِهِمْ جَمِيعًا شُهَدَاءَ) وعند الإسماعيليِّ من طريق القواريريِّ عن سفيان: «اصطبح قوم الخمر أول النَّهار، وقُتِلوا آخر النَّهار شهداء» (وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِهَا) وزاد البزَّار في «مسنده»: «فقال(3) اليهود: قد مات بعض الذين قُتِلوا وهي في بطونهم، فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ}[المائدة:93]» وفي سياق هذا الحديث غرابةٌ، وفي مسلمٍ من حديث سعد بن أبي وقَّاصٍ قال: «صنع رجلٌ من الأنصار طعامًا، فدعانا فشربنا الخمر قبل أن تُحرَّم حتَّى سكرنا، فتفاخرنا...» الحديث، وفيه: فنزلت: { إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ...} إلى قوله: {فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}[المائدة:90].
          وحديث الباب(4)‼ أخرجه البخاريُّ أيضًا في «الجهاد» [خ¦2815] و«المغازي» [خ¦4044].


[1] في (ب): «المدني»، وهو تحريفٌ.
[2] في (د): «صباحًا».
[3] في غير (د) و(م): «فقالت».
[4] من هنا يبدأ سقط من (د) ويستمر ثلاث صفحات.