إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن النبي صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا

          4486- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضل بن دُكَينٍ أنَّه(1) (سَمِعَ زُهَيْرًا) بضمِّ الزَّاي مصغَّرًا، ابن معاوية (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عَمرو بن عبد الله السَّبيعيِّ (عَنِ البَرَاءِ) ابن عازبٍ ( ☺ : أَنَّ النَّبيَّ) وفي نسخةٍ: ”أنَّ رسول الله“ ( صلعم صَلَّى إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ) بالمدينة (سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا) بالشَّكِّ من الرَّاوي، وسقط «شهرًا» الأوَّل لأبي ذرٍّ (وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ) بكسر القاف وفتح الموحَّدة، أي: جهة البيت العتيق (وَإِنَّهُ صَلَّى أَوْ صَلَّاهَا صَلَاةَ العَصْرِ) بالشَّكِّ من الرَّاوي، ونصب «صلاة» بدلًا من الضَّمير المنصوب في «صلَّاها» (وَصَلَّى مَعَهُ) ╕ (قَوْمٌ) لم أعرف أسماءهم (فَخَرَجَ رَجُلٌ) هو عبَّاد بن بشرٍ أو عبَّاد بن نهيكٍ (مِمَّنْ كَانَ صَلَّى مَعَهُ) ╕ (فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ المَسْجِدِ) من بني حارثة، والمسجد بالمدينة، أو مسجد قباءٍ (وَهُمْ رَاكِعُونَ) حقيقةً، أو من باب إطلاق الجزء وإرادة الكلِّ (قَالَ: أَشْهَدُ) أي: أحلف (بِاللهِ، لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلعم قِبَلَ مَكَّةَ) أي: حال كونه(2) متوجِّهًا إليها (فَدَارُوا كَمَا هُمْ) عليه (قِبَلَ البَيْتِ) جهة البيت العتيق (وَكَانَ الَّذِي مَاتَ عَلَى القِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ البَيْتِ) الحرام (رِجَالٌ قُتِلُوا، لَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ(3) فِيهِمْ) ذكر الواحديُّ في «أسباب النُّزول» منهم: أسعدَ بنَ زُرارة، وأبا أُمامة(4) أحد بني النَّجَّار، والبراءَ بنَ معرورٍ أحد بني سلمة، لكن ذكر أنَّ أسعد بن زُرارة مات في السَّنة الأولى من الهجرة، والبراء بن معرورٍ في صفر قبل قدومه صلعم المدينة بشهرٍ(5) (فَأَنْزَلَ اللهُ) تعالى: ({وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}) صلاتكم إلى بيت المقدس ({إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}[البقرة:143]) فلا يضيع أجورهم، وفي رواية أبي ذرٍّ‼ بعد قوله: {إِيمَانَكُمْ}: ”الآية“ وسقط ما بعدها.
          وهذا الحديث سبق في «كتاب الإيمان» في «باب الصَّلاة من الإيمان» [خ¦40].


[1] في (د): «قال».
[2] في (د): «كوني».
[3] في (د): «نقوله».
[4] في (د): «أسامة» وهو تحريفٌ.
[5] في (ل): بياض.