إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين

          4478- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضل بن دُكَينٍ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) الثَّوريُّ (عَنْ عَبْدِ المَلِكِ) ابن عُمَيرٍ القرشيِّ (عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ) بضمِّ الحاء مصغَّرًا، و«عمرٌو»: بفتح العين وسكون الميم (عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ) أحد العشرة (رَضِيَ اللهُ) تعالى (عَنْهُ) أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ) ولأبوي ذرٍّ والوقت: ”النَّبيُّ“ ( صلعم : الكَمْأَةُ) بفتح الكاف وسكون الميم والهمزة المفتوحة، شيءٌ ينبت بنفسه من غير استنبات وتكلُّف مؤنة أجرٍ(1) (مِنَ المَنِّ) لأنَّها تسقط بلا كلفةٍ(2) (وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ) إذا رُبِيَ بها الكحلُ والتَّوتياءُ وغيرهما ممَّا يُكتَحل به(3)، أمَّا إذا اكتُحِل بها مفردةً(4) فلا؛ لأنَّه يؤذي العين، وقال النَّوويُّ: الصَّواب أنَّ مجرَّد مائها شفاءٌ مطلقًا، وإنَّما وُصفَت الكمأة بذلك؛ لأنَّها من الحلال الذي ليس في اكتسابه شبهةٌ، واعترض الخطَّابيُّ وغيره بإدخال هذا هنا؛ فإنَّه ليس المراد أنَّها نوعٌ من المنِّ المنزَّل على بني إسرائيل؛ فإنَّ ذلك شيءٌ كالتَّرنجبين(5)، وإنَّما معناه أنَّها تنبت بنفسها من غير استنباتٍ ولا مؤنةٍ، وأجيب بأنَّه وقع في رواية ابن عيينة عن عبد الملك بن عميرٍ في حديث الباب: «من المنِّ الذي أُنزِل على بني إسرائيل» فظهرت المناسبة على ما لا يخفى.


[1] في غير (د): «أحمر»، وهو تحريفٌ، وسقط من (س).
[2] قوله: «أجرٍ، مِنَ المَنِّ؛ لأنَّها تسقط بلا كلفةٍ» سقط من (ص).
[3] «ممَّا يكتمل به»: ليس في (د).
[4] في (ص) و(م): «مفردًا».
[5] في (د): «كالزَّنجبيل».