إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: خذي فرصةً ممسكةً، فتوضئي ثلاثًا

          315- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ) زاد الأَصيليُّ: ”ابن إبراهيم“ (قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ) تصغير وهبٍ، ابن خالدٍ قال: (حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ) هو ابن عبد الرَّحمن (عَنْ أُمِّهِ) صفيَّة بنت شيبة (عَنْ عَائِشَةَ) ♦ : (أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ) هي أسماء بنت شَكَل (قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلعم : كَيْفَ أَغْتَسِلُ مِنَ المَحِيضِ؟ قَالَ) ╕ : (خُذِي) أي: بعد إيصال الماء لشعرك وبشرتك(1)(فِرْصَةً مُمَسَّكَةً) بضمِّ الميم الأولى وفتح الثَّانية ثمَّ مُهمَلةٍ مُشدَّدةٍ مفتوحةٍ، أي:قطعةً من صوفٍ أو قطنٍ مُطيَّبةً(2) بالمسك (فَتَوَضَّئِي) الوضوء اللُّغويَّ، وهو التَّنظيف، ولأبوَي ذَرٍّ والوقت والأَصيليِّ وابن عساكر: ”وتوضَّئي“ وفي رواية: ”فتوضَّئي بها“، قال لها ذلك (ثَلَاثًا) أي: ثلاث مرَّاتٍ، قالت عائشة: (ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلعم اسْتَحْيَا فَأَعْرَضَ) ولأبي ذَرٍّ والأَصيليِّ وابن عساكر: ”وأعرض“ (بِوَجْهِهِ) الكريم (أَوْ قَالَ): شكٌّ من عائشة (تَوَضَّئِي بِهَا) ولابن عساكر: ”وقال“ فزاد في هذه الرِّواية(3) كالرواية السَّابقة لفظة: ”بها“ أي: بالفرصة، قالت عائشة: (فَأَخَذْتُهَا فَجَذَبْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا يُرِيدُ النَّبِيُّ صلعم ) من التَّتبُّع وإزالة الرَّائحة الكريهة.
          والمُطابَقة بين الحديث والتَّرجمة على رواية فتح غين «غَسل»، وتفسير المحيض باسم المكان ظاهرٌ، وعلى رواية ضمِّ الغين، والمحيض بمعنى «الحيض»، فالإضافة بمعنى‼ اللَّام الاختصاصيَّة لأنَّه ذكر لها خاصَّةً هذا الغسل.


[1] في (ج): «بشرك».
[2] في (د): «مطليَّةً».
[3] «الرِّواية»: مثبتٌ من (م).