إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إني بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض

          4042- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ) صَاعِقَة قال: (أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيٍّ) أبو يحيى الكُوفِيُّ قال: (أَخْبَرَنَا ابْنُ المُبَارَكِ) عبدُ الله (عَنْ حَيْوَةَ) بنِ شُريحٍ الحَضْرَمِيِّ الكِنْدِيِّ (عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ) سُوَيد المصريِّ (عَنْ أَبِي الخَيْرِ) مَرْثَدِ بنِ عبدِ اللهِ (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ) الجُهَنِيِّ ☺ ، أنَّه (قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلعم عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي) بالياء بعد النون، ولابنِ عساكرٍ ”ثمان“ (سِنِينَ) فيه تجوُّز؛ لأنَّ وقعةَ أُحُد كانَت في شوَّال سنةَ ثلاثٍ، ووفاتُهُ صلعم في ربيعٍ الأوَّل سنةَ إحدى عشْرَةَ، وحينئذٍ فتكون بعدَ سبعِ سنينَ ودونَ النِّصفِ، فهو من بابِ جَبر الكسرِ(1). زاد في «الجنائزِ» [خ¦1344] كـ «غزوةِ أُحُد» «صلاته على الميِّتِ» [خ¦4085]، والمرادُ: أنَّه صلعم دعا لهم بدعاءِ صلاةِ الميِّت، والإجماعُ يدلُّ له؛ لأنَّه لا يُصلَّى عليه عندَ(2) الشَّافعيَّةِ، وعندَ أبي حنيفةَ المخالفِ: لا يُصلَّى على القبرِ بعد ثلاثةِ أيَّامٍ (كَالمُوَدِّعِ لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ، ثُمَّ طَلَعَ المِنْبَرَ) بفتح اللام في الفَرْع(3) (فَقَالَ: إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ) بفتح الفاء والراء، وزاد في «الجنائز»: «لَكُم» [خ¦1344] كـ «غزوةِ أُحُد» [خ¦4085] أي: أنا سابقُكُم إلى(4) الحوضِ كالمهيِّئِ لهُ لأجلكُم، وفيه إشارةٌ إلى قربِ وفاتهِ (وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ)‼ بأعمالِكُم (وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ) يوم القيامةِ (الحَوْضُ، وَإِنِّي لأَنْظُرُ إِلَيْهِ) نظرًا حقيقيًّا بطريقِ الكشفِ (مِنْ مَقَامِي هَذَا) بفتح ميم «مَقامي» الأولى (وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا) باللهِ. زاد في «الجنائزِ» [خ¦1344] كالآتي آخر «غزوة أُحُد» [خ¦4085]: «بعدِي» أي: لستُ أخشَى على جميعِكُم الإشراكَ، بل على مجمُوعِكم؛ لأنَّ ذلك قد وقع من بعضِهم (وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوهَا) بإسقاط إحدى التاءين؛ أي(5): ترغبُوا فيها (قَالَ) عُقبَة: (فَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلعم ).
          وقد سبقَ هذا الحديثُ في «الجنائزِ»، في «بابِ الصَّلاةِ على الشَّهيدِ» [خ¦1344].


[1] في (ب): «الكسور»، وفي (م): «المكسور».
[2] «عند»: ليست في (ص).
[3] «بفتح اللام في الفَرْع»: ليست في (م).
[4] في (ص) و(م): «على».
[5] في (ص) و(م): «أن».