-
فاتحة الكتاب
-
سند نسخة الحافظ اليونيني رحمه الله
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
باب ما جاء في الوتر
-
باب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
أبواب التطوع
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
أبواب العمل في الصلاة
-
باب ما جاء في السهو
-
باب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
باب فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
باب العمرة
-
باب المحصر
-
باب جزاء الصيد
-
باب حرم المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
الحوالات
-
باب الكفالة في القرض والديون
-
كتاب الوكالة
-
ما جاء في الحرث
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
في الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب في المظالم
-
باب الشركة
-
كتاب في الرهن
-
في العتق وفضله
-
في المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فرض الخمس
-
باب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
باب غزوة العشيرة أو العسيرة
-
باب ذكر النبي من يقتل ببدر
-
باب قصة غزوة بدر
-
باب قول الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}
-
باب
-
باب عدة أصحاب بدر
-
باب دعاء النبي على كفار قريش
-
باب قتل أبي جهل
-
باب فضل من شهد بدرًا
-
باب
-
باب شهود الملائكة بدرًا
-
باب
-
باب تسمية من سمي من أهل بدر
-
باب حديث بني النضير
- باب قتل كعب بن الأشرف
-
باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق
-
باب غزوة أحد
-
باب: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما}
-
باب قول الله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان}
-
باب: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد}
-
باب: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاسًا يغشى طائفةً منكم}
-
باب: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم}
-
باب ذكر أم سليط
-
باب قتل حمزة
-
باب ما أصاب النبي من الجراح يوم أحد
-
باب
-
باب: {الذين استجابوا لله والرسول}
-
باب من قتل من المسلمين يوم أحد
-
باب: أحد يحبنا و نحبه
-
باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة
-
باب غزوة الخندق
-
باب مرجع النبي من الأحزاب ومخرجه إلى بنى قريظة ومحاصرته إياهم
-
باب غزوة ذات الرقاع
-
باب غزوة بني المصطلق من خزاعة
-
باب غزوة أنمار
-
باب حديث الإفك
-
باب غزوة الحديبية
-
باب قصة عكل وعرينة
-
باب غزوة ذات قرد
-
باب غزوة خيبر
-
باب استعمال النبي على أهل خيبر
-
باب معاملة النبي أهل خيبر
-
باب الشاة التي سمت للنبي بخيبر
-
باب غزوة زيد بن حارثة
-
باب عمرة القضاء
-
باب غزوة موتة من أرض الشام
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة
-
باب غزوة الفتح وما بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة
-
باب غزوة الفتح في رمضان
-
باب أين ركز النبي الراية يوم الفتح؟
-
باب دخول النبي من أعلى مكة
-
باب منزل النبي يوم الفتح
-
باب
-
باب مقام النبي بمكة زمن الفتح
-
باب من شهد الفتح
-
باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم}
-
باب غزاة أوطاس
-
باب غزوة الطائف
-
باب السرية التي قبل نجد
-
باب بعث النبي خالد بن الوليد إلى بني جذيمة
-
باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي
-
باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع
-
غزوة ذي الخلصة
-
غزوة ذات السلاسل
-
ذهاب جرير إلى اليمن
-
غزوة سيف البحر
-
حج أبي بكر بالناس في سنة تسع
-
وفد بني تميم
-
باب
-
باب وفد عبد القيس
-
باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال
-
قصة الأسود العنسي
-
باب قصة أهل نجران
-
قصة عمان والبحرين
-
باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن
-
قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي
-
باب قصة وفد طيء وحديث عدي بن حاتم
-
باب حجة الوداع
-
باب غزوة تبوك
-
باب حديث كعب بن مالك
-
نزول النبي الحجر
-
باب
-
كتاب النبي إلى كسرى وقيصر
-
باب مرض النبي ووفاته
-
باب آخر ما تكلم النبي
-
باب وفاة النبي
-
باب
-
باب بعث النبي أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه
-
باب
-
باب كم غزا النبي؟
-
باب غزوة العشيرة أو العسيرة
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى و الطب
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
باب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
باب ما جاء في إِجازة خبر الواحد الصدوق
-
كتاب الاعتصام
-
كتاب التوحيد
4037- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عُيينة (قَالَ عَمْرٌو) بفتح العين، ابنُ دينار، وفي نسخة ”قال: سمعت عَمرًا يقولُ“: (سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ☻ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : مَنْ لِكَعْبِ‼ بْنِ الأَشْرَفِ) مَن يستعِدُّ وينتَدِبُ لقتلِهِ (فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللهَ وَرَسُولَهُ؟) بهجائِهِ لهُ وللمسلمينَ ويُحرِّض قريشًا عليهم، كما عندَ ابنِ عائذٍ من طريقِ أبي الأسوَدِ عن عُروَةَ، وفي «الإكليل» للحاكم من طريقِ محمَّد بن محمود بن محمَّد بنِ مسلمة، عن جابرٍ: «فقد آذانا(1) بشِعْرِه وقوَّى المُشركين».
(فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ) بفتح الميم واللام، ابنِ سلمةَ الأنصاريُّ، أخو بني عبدِ الأشهلِ (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟) استفهامٌ استخباريٌّ (قَالَ) ╕ : (نَعَمْ) أحبُّ ذلك (قَالَ): يا رسولَ اللهِ (فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا) ممَّا يسرُّ كعبًا (قَالَ) ╕ : (قُلْ).
وعندَ ابن عبدِ البرِّ: فرجعَ محمَّدُ بن مَسْلمة، فمكثَ أيَّامًا مشغولَ النَّفس بما وعدَ رسولَ الله صلعم مِن قتلِ ابنِ الأشرفِ، فأتى أبَا نائلةَ سِلْكَان بن سَلامة بن وَقْشٍ، وكان أخا كعب بن الأشرفِ من الرَّضاعةِ، وعبَّادَ بن بِشْر بن وَقْش، والحارثَ بن أوسِ بن مُعاذ، وأبا عَبْسِ بن جَبرٍ، فأخبرَهُم بما وعدَ به رسولَ الله صلعم مِن قَتْلِ ابنِ الأشرفِ، فأجابوهُ إلى ذلك فقالوا: كلُّنا نقتُلُه، ثمَّ أتوا رسولَ الله صلعم فقالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّه لا بدَّ لنا أن نقولَ. قال: «قولوا ما بدَا لكُم، فأنتُم في حلٍّ».
(فَأَتَاهُ) أي: أَتى كعبًا (مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ) له: يا كعبُ (إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ) يعني / : النَّبيَّ صلعم (قَدْ سَأَلَنَا صَدَقَةً) مفعول ثانٍ لسألَ، زادَ الواقِديُّ: «ونحنُ لَا(2) نجدُ مَا نأكُل» (وَإِنَّهُ قَدْ عَنَّانَا) بفتح العين وتشديد النون الأولى، أتْعَبَنا وكلَّفَنا المشقَّةَ (وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ. قَالَ) كعبٌ: (وَأَيْضًا) أي: زيادة على ما ذكرت (وَاللهِ لَتَمَلُّنَّهُ) بفتح الفوقية والميم وضم اللام وفتح النون المشدَّدتين، أي: لتزيدنَّ ملالتَكُم وضَجرَكُم (قَالَ) محمَّدُ بن مَسلمة: (إِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ(3) فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ) أي: أن نترُكَه (حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ) أي: حالُه (وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وَِسْقًا أَوْ وَِسْقَيْنِ) بفتح الواو وكسرها، والوَسْقُ _كما في «القاموس» وغيره_: حِمْلُ بعيرٍ، وهو: ستُّون صاعًا، والصَّاعُ: أربعةُ أمدادٍ، كلُّ مدٍّ: رطلٌ وثلث، والشَّكُّ من الرَّاوي عليّ بن المَدِينيّ كما قاله ابنُ حَجر، أو سفيان كما قالَهُ الكِرْماني.
(وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو) هو: ابنُ دينارٍ (غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ يَذْكُرْ وَِسْقًا أَوْ وَِسْقَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: فِيهِ) في الحديثِ(4) (وَِسْقًا أَوْ وَِسْقَيْنِ) بنصبهِما على الحكايةِ، ولأبوي ذرٍّ والوقتِ ”وَسْقٌ أو وَسْقَان“ (فَقَالَ) أي: عَمرو: (أُرَى) بضم الهمزة، أي: أظنُّ (فِيهِ) في الحديثِ (وَِسْقًا أَوْ وَِسْقَيْنِ، فَقَالَ) كعبٌ: (نَعَم، ارْهَنُونِي) بهمزة وصل وفتح الهاء كاللَّاحقين، وفي الفَرْع: الأَولى بهمزة قطع وكسر الهاء، أي: أعطُوني رَهنًا على التَّمرِ الَّذي تُريدونه.
(فقَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ؟) أن نرهنَكَ (قَالَ: ارْهَنُونِي) بألف الوصل وفتح الهاء، في الفَرْع كـ «أصلِه» (نِسَاءَكُمْ‼، قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا) بفتح حرف المضارعة؛ لأنَّ ماضيهِ: رَهَنَ، ثلاثيٌّ. قيل: وفيه لغة: أَرْهَن (وَأَنْتَ أَجْمَلُ العَرَبِ؟) والنِّساءُ يمِلنَ إلى الصُّورِ الجميلةِ. زاد ابنُ سعدٍ _من مُرسل عكرمةَ_: ولا نَأْمَنُك، وأيُّ امرأةٍ تمتنعُ منك لجمالكَ؟ (قَالَ: فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ، قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْنَاءَنَا، فَيُسَبُّ) بضم التحتية وفتح المهملة (أَحَدُهُمْ) بالرفع مفعولًا نائبًا عن فاعله (فَيُقَالُ: رُهِنَ) بضم الراء وكسر الهاء (بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ! هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا، وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللَّأْمَةَ) بالهمزة وإبدالها ألفًا.
(قَالَ سُفْيَانُ) بنُ عُيينة: (يَعْنِي) باللأمة (السِّلَاحَ) والَّذي قالهُ أهلُ اللغةِ: إنَّها الدِّرعُ، فيكون إطلاقُ السِّلاح عليها من إطلاقِ اسمِ الكلِّ على البعضِ، ومرادهُ: أن لا يُنكِرَ كعبٌ السِّلاحَ عليهم إذا أتوه وهو معهم، كما في روايةِ الواقدِيِّ (فَوَاعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَجَاءَهُ) محمَّد بن مَسلمة (لَيْلًا وَمَعَهُ أَبُو نَائِلَةَ) بنون وبعد الألف همزة، سِلْكان بن سَلامة (وَهْوَ أَخُو كَعْبٍ مِنَ الرَّضَاعَةِ) ونديمُه في الجاهليَّة (فَدَعَاهُمْ إِلَى الحِصْنِ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي ”فنزلَ إلينَا“.
وعندَ ابنِ إسحاقَ وأبي عُمر: أنَّ محمَّد بن مَسلمة والأربعةَ المذكورين قدمُوا إلى كعبٍ قبلَ أن يأتوا أبا نائِلَة سِلْكان، فلمَّا أتاهُ قال له: ويحكَ يا ابنَ الأشرفِ، إنَّني قد جئتكَ لحاجةٍ أريدُ ذكرها لك فاكتُم عنِّي. قال: أفعلْ. قال: كان قدومُ هذا الرَّجلِ علينا بلاءً من البلاءِ، عادَتْنا العربُ ورمَتْنا عن قوسٍ واحدةٍ، وقطعَتْ عنَّا السُّبل حتَّى جاعَ العيالُ وجهِدَت الأنفُس، وأصبحنَا قد جهِدنا وجهِدَ عيالُنا، فقال كعبٌ: أنا ابنُ الأشرفِ، أما واللهِ لقد كنتُ أُخْبرك يا ابنَ سَلامة(5) أنَّ الأمرَ سيصيرُ إلى ما أقول، فقال سِلْكان: إنِّي قد أردتُ أن تبيعنَا طعامًا ونُرهِنَك ونُوثِقُ لك، قال: أتَرْهَنُوني(6) أبناءَكُم ونساءَكُم؟ قال: لقد أردتَ أن تفضَحَنا أنت أجملُ العربِ، وكيف نرهنُكَ نساءَنا؟ أم كيف نَرْهَنك أبناءَنا فيعيَّر أحدُهم فيقال: رُهِن بوَسْقٍ أو وَسْقين، إنَّ معي أصحابًا على مثلِ رأيي، وقد أردتُ أن آتيكَ بهم فتبيعَهُم وتُحسن في ذلك، ونرهنكَ من الحلقةِ ما فيه وفاء، فقال: إنَّ في الحلقةِ لوفاء، فرجعَ أبو نَائِلَة إلى أصحابهِ وأخبرَهُم الخبرَ، وأمرهم أن يأخذُوا السِّلاح ويأتوا رسولَ الله صلعم ، ففعلُوا واجتَمَعوا عند رسولِ الله صلعم ، فمشى معهم إلى بقيعِ الغَرقَدِ ثمَّ وجَّههم، وقال: «انطلقُوا على اسمِ اللهِ»، وقال: «اللَّهمَّ أعِنهُم» ورَجَع عنهم وكانت ليلةً مُقمِرة، حتَّى انتَهَوا إلى حِصنِه فهتفَ به أبو نَائِلَة. انتهى.
ففيه أنَّ الَّذي خاطبَ كعبًا بذلك أوَّلًا هو أبو نَائِلَة، وهو الَّذي هتفَ به، وهو مخالفٌ لروايةِ «الصَّحيحِ» من أنَّه محمَّد بن مَسلمة، فيحتملُ _كما في «الفتح»_ أن يكون كلٌّ منهما كلَّمه في ذلك‼.
وقال في «المصابيح»: إنَّه محمَّد بن مَسلمة، وكلامُهُ مع كعبٍ كان أولًا عند المفاوضةِ في حديثِ الاستسلافِ، وركونهِ(7) / لرضيعهِ أبي نائلةَ إنَّما هو ثاني الحال عند نزولهِ إليهم من الحصنِ.
(فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ) لم يقفِ الحافظُ ابنُ حَجر على تسميتِها: (أَيْنَ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَأَخِي أَبُو نَائِلَةَ، وَ) قال سفيانُ: (قَالَ: غَيْرُ عَمْرٍو) بفتح العين، ابن دينارٍ، وبيَّن الحميديُّ في روايتهِ عن سفيان أنَّ الغيرَ الَّذي أبهمهُ هنا هو: العبسيُّ.
(قَالَتْ) أي: امرأةُ كعبٍ له: (أَسْمَعُ صَوْتًا كَأَنَّهُ يَقْطُرُ مِنْهُ الدَّمُ) كنايةً عن طالبِ شرٍّ، وعندَ ابن إسحاقَ: فقالت: واللهِ إنِّي لأعرفُ في صوتِهِ الشَّرَّ (قَالَ) كعبٌ: (إِنَّمَا هُوَ أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَرَضِيعِي أَبُو نَائِلَةَ، إِنَّ الكَرِيمَ لَوْ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي ”إذَا“ (دُعِيَ إِلَى طَعْنَةٍ بِلَيْلٍ لأَجَابَ، قَالَ: وَيُدْخِلُ) بضم التحتية وكسر المعجمة (مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَعَهُ رَجُلَيْنِ) ولأبي ذرٍّ ”ويَدخُل _بفتح التحتية وضم المعجمة_ معه محمَّد بن مَسلمة برجلينِ“ بزيادة الموحَّدة (قِيلَ لِسُفْيَانَ: سَمَّاهُمْ عَمْرٌو؟) أي: ابنُ دينار (قَالَ: سَمَّى بَعْضَهُمْ. قَالَ عَمْرٌو: جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ، وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو: أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ) بفتح العين المهملة وبعد الموحدة الساكنة مهملة، واسمهُ: عبدُ الرَّحمن، و«جَبْر»: بفتح الجيم وسكون الموحدة، ضدُّ الكسر(8) الأنصاريُّ الأشهليُّ (وَالحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ) واسمُ جدِّه: معاذ (وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ) بفتح العين وتشديد الموحدة، و«بِشْر»: بموحدة مكسورة ومعجمة ساكنة، ابن وَقشٍ، السَّابق ذكرهُم (قَالَ عَمْرٌو: جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ فَقَالَ) لهم: (إِذَا مَا جَاءَ) كعبٌ (فَإِنِّي قَائِلٌ بِشَعَرِهِ) أي: آخذٌ به، والعربُ تطلقُ القولَ على غيرِ الكلامِ مجازًا، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”فإنِّي مائلٌ بشعرهِ“ (فَأَشَمُّهُ) بفتح الشِّين المعجمةِ (فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِنْ رَأْسِهِ فَدُونَكُمْ) فخذُوه بأسيافِكُم (فَاضْرِبُوهُ، وَقَالَ) عَمرو (مَرَّةً: ثُمَّ أُشِمُّكُمْ) بضم الهمزة وكسر الشين، أي: أُمَكِّنَكُم منَ الشَّمِّ (فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ) كعبٌ من حصنهِ حالَ كونهِ (مُتَوَشِّحًا) بثوبهِ (وَهْوَ يَنْفِحُ) بكسر الفاء في الفرع وبفتحها في غيره(9) وبالحاء المهملة آخره، يفوح (مِنْهُ رِيحُ الطِّيبِ، فَقَالَ) محمَّد بن مَسلمة لكعبٍ: (مَا رَأَيْتُ كَاليَوْمِ رِيحًا، أي: أَطْيَبَ) وكانَ حديثَ عهدٍ بعرس (وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو: قَالَ) كعب: (عِنْدِي أَعْطَرُ نِسَاءِ العَرَبِ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي ”أعطرُ سيِّد العربِ“. قال في «الفتح»: فكأنَّ «سيِّد» تصحيفٌ من «نساء» فإن كانَت محفوظةً فالمعنى: أعطرُ نساء سيِّد العرب، على الحذفِ. وعندَ الواقديِّ: أنَّ كعبًا كانَ يدَّهنُ بالمسكِ الفتيتِ بالماء والعنبرِ حتَّى يتَلَبَّد في صُدغَيْه (وَأَكْمَلُ العَرَبِ) وعندَ الأَصيليِّ _كما في «الفتح»_: ”وأجملُ“ بالجيم بدل الكاف. قال: وهي أشبهُ (قَالَ عَمْرٌو) في روايتهِ: (فَقَالَ) محمَّد بن‼ مَسلمة لكعبٍ: (أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَشَمَّ رَأْسَكَ؟) بفتح الهمزة والشين المعجمة (قَالَ: نَعَمْ، فَشَمَّهُ، ثُمَّ أَشَمَّ(10) أَصْحَابَهُ، ثُمَّ قَالَ) لهُ مرَّةً ثانيةً: (أَتَأْذَنُ لِي؟) أن أَشَمَّ رأسَكَ (قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنْهُ) محمَّد بن مَسلمة (قَالَ) لأصحابهِ (دُونَكُمْ) خذوهُ بأسيافِكُم (فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَتَوُا النَّبِيَّ صلعم فَأَخْبَرُوهُ) بقتلهِ.
وهذا الحديثُ سبقَ مختصرًا بهذَا الإسنادِ في «بابِ رهنِ السِّلاحِ» [خ¦2510].
[1] في (ص): «آذاناه».
[2] في (م): «ما».
[3] في (ص): «أتعبناه».
[4] «في الحديث»: ليست في (ب).
[5] في الأصول كلها: «يا ابن أم سلامة» والمثبت موافق لمصادر التخريج وكتب السيرة.
[6] في (ص): «أرهنوني».
[7] في (م): «كونه».
[8] «ضد الكسر»: ليست في (م).
[9] في (س) و(ص): «بفتح الفاء في «اليونينية» وغيرها».
[10] في (م): «اشتم».