إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن أهل مكة سألوا رسول الله أن يريهم آيةً فأراهم القمر

          3868- وبه قال (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ ”حدّثنا“ (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ) الحجبيُّ البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ) بكسر المُوحَّدة وسكون الشِّين المُعجَمة، و«المُفَضَّل» بضمِّ الميم وفتح الفاء والضَّاد المُعجَمة المُشدَّدة، ابن لاحقٍ الرَّقاشيُّ _بقافٍ ومُعجَمةٍ_ أبو إسماعيل البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ) مهران اليشكريُّ مولاهم أحد الأعلام (عَنْ قَتَادَةَ) بن دعامة (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ☺ : أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ) كفَّار قريشٍ، وفي «دلائل النُّبوَّة» لأبي نُعيمٍ عن ابن عبَّاسٍ ☻ : أنَّهم الوليد بن المغيرة وأبو جهلٍ والعاص بن وائلٍ والعاص بن هشامٍ والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطَّلب وابنه زمعة والنَّضر بن الحارث (سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلعم أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً) أي: معجزةً تشهد لِمَا ادَّعاه من نبوَّته (فَأَرَاهُمُ القَمَرَ شَـِقَّتَيْنِ) بفتح الشِّين في الفرع مُصحَّحًا عليه، وضبطها في «الفتح» و«المصابيح» و«اليونينيَّة» و«النَّاصريَّة» بكسرها، أي: نصفين (حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً) بالتَّنوين: الجبل المعروف (بَيْنَهُمَا) بين الشَّقَّتين، وهذا من مراسيل الصَّحابة لأنَّ أنسًا لم يشاهد هذه القصَّة، وفي حديث مسلمٍ: «فأراهم القمر مرَّتين»، وكذا هو بلفظ «مرَّتين» في «مُصنَّف عبد الرَّزَّاق» عن مَعْمَرٍ، وكذا أخرجه أحمد وإسحاق في «مُسنَديهما» ولعلَّ المراد: «فرقتين» جمعًا بين الرِّوايات كما نبَّه عليه في «الفتح».