إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث المسور: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني

          3767- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ) هشام بن عبد الملك الطَّيالسيُّ قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ) سفيانُ (عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) عبدِ الله (عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ) ☻ : (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ) بفتح المُوحَّدة: قطعةٌ (مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا) فقد(1) (أَغْضَبَنِي) استدلَّ به السُّهيليُّ على أنَّ من سبَّها فإنَّه يكفر، وأنَّها أفضل بناته صلعم ، وعُورِض: بأنَّ أخواتها زينب ورقيَّة وأمَّ كلثومٍ يشاركنها في الصِّفة المذكورة؛ لأنَّ كلًّا منهنَّ بضعةٌ منه صلعم ، وإنَّما يُعتَبر التَّفضيل بأمرٍ يختصُّ به المُفضَّل على غيره، وأُجيب بأنَّها امتازت عنهنَّ بأنَّهنَّ مِتْنَ في حياته صلعم ، فكنَّ في صحيفته، ومات صلعم في حياة فاطمة، فكان في صحيفتها، ولا يقدِّر قَدْر ذلك إلَّا الله(2)، فانفردت فاطمة دون سائر بناته فامتازت بذلك، وبأنْ بشَّرها في مرض موته بأنَّها سيِّدة نساء أهل الجنَّة، أي: من أهل هذه الأمَّة المُحمَّديَّة، وقد ثبت أفضليَّة هذه الأمَّة على غيرها، فتكون فاطمة على هذا أفضل من مريم وآسية، وفي ذلك خلافٌ، وقد بُسِطَ الكلام على ذلك في «شرح النّقاية»(3)، وأُجيب عن حديث عائشة ♦ عند الطَّحاويِّ أنَّه صلعم قال: «زينب أفضل بناتي» على تقدير ثبوته بأنَّ ذلك كان متقدِّمًا، ثمَّ وهب الله ╡ لفاطمة من الأحوال السَّنيَّة، والكمالات العليَّة(4) ما لم يشركها فيه أحدٌ من نساء هذه الأمَّة مطلقًا. وهذا الحديث سبق في «ذكر أصهار النَّبيِّ صلعم » [خ¦3729] بأتمَّ من هذا، وسقط لفظ «باب» لأبي ذرٍّ.


[1] «فقد»: ليس في (ص) و(م).
[2] «إلَّا الله»: ليس في (ص) و(م).
[3] قوله: «وقد ثبت أفضليَّة هذه الأمَّة على غيرها... على ذلك في شرح النّقاية» سقط من (ص) و(م).
[4] في (ص): «العلميَّة».