إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إنكم لتصلون صلاةً لقد صحبنا النبي فما رأيناه يصليها

          3766- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ (عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ) بفتح العين وسكون الميم، و«عبَّاسٍ» بالمُوحَّدة والمُهمَلة، أبو عثمان البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ) غُنْدرٌ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) هو ابن الحجَّاج (عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ) بالفوقيَّة والتَّحتيَّة المُشدَّدة وبعد الألف حاءٌ مُهمَلةٌ، يزيد بن حُمَيدٍ الضُّبَعيِّ البصريِّ، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ) بضمِّ الحاء المهملة وسكون الميم، و«أَبَان» بفتح الهمزة وتخفيف الباء المُوحَّدة، مولى عثمان بن عفَّان يحدِّث (عَنْ مُعَاوِيَةَ ☺ ) أنَّه (قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلَاةً) بلام التَّأكيد (لَقَدْ صَحِبْنَا النَّبِيَّ صلعم فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهمَا) يعني: الصَّلاة، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”يصلِّيهما؛ يعني: الرَّكعتين“ (وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا؛ يَعْنِي: الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ) صلاة (العَصْرِ) وهذا النَّفي مُعارَضٌ بإثبات غيره أنَّه صلعم كان يصلِّيهما لسببٍ سبق ذكره في «الصَّلاة» [خ¦9/336-944] ومناسبة هذه الأحاديث لِمَا ترجم له ما فيها من ذكر الصُّحبة المقتضية للشَّرف العالي على أنَّه قد ورد في فضل السَّيِّد معاوية ☺ أحاديث، لكنَّها / ليست على شرط المؤلِّف، فمن ثمَّ لم يقل: باب مناقب معاوية أو فضائله؛ إذ إنَّه لا تصريحَ بذلك فيما ساقه في الباب على ما لا يخفى.
          وهذا الحديث من أفراده، وسبق في «باب لا يتحرَّى الصَّلاة قبل غروب الشَّمس» [خ¦587] من «كتاب الصَّلاة».