-
فاتحة الكتاب
-
سند نسخة الحافظ اليونيني رحمه الله
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
باب ما جاء في الوتر
-
باب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
أبواب التطوع
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
أبواب العمل في الصلاة
-
باب ما جاء في السهو
-
باب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
باب فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
باب العمرة
-
باب المحصر
-
باب جزاء الصيد
-
باب حرم المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
الحوالات
-
باب الكفالة في القرض والديون
-
كتاب الوكالة
-
ما جاء في الحرث
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
في الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب في المظالم
-
باب الشركة
-
كتاب في الرهن
-
في العتق وفضله
-
في المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فرض الخمس
-
باب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
باب قول الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل}
-
باب: الأرواح جنود مجندة
-
باب قول الله: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه}
-
باب قول الله تعالى: {إنا أرسلنا نوحًا إلى قومه}
-
باب: {وإن إلياس لمن المرسلين*إذ قال لقومه ألا تتقون}
-
باب ذكر إدريس
-
باب قول الله تعالى:{وإلى عاد أخاهم هودًا }
-
باب قول الله: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر}
-
باب قصة يأجوج ومأجوج
-
باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلًا}
-
باب: {يزفون}: النسلان في المشي
-
باب قوله: {ونبئهم عن ضيف إبراهيم}
-
باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد}
-
باب قصة إسحاق بن إبراهيم
-
باب: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب} إلى قوله: {ونحن له مسلمون}
-
باب: {ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون}
-
باب: {فلما جاء آل لوط المرسلون. قال إنكم قوم منكرون}
-
باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا}
-
باب: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت}
-
باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين}
-
باب قول الله تعالى: {وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر}
-
باب قول الله: {واذكر في الكتاب موسى}
-
باب: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون} إلى قوله: {مسرف كذاب}
-
باب قول الله: {وهل أتاك حديث موسى*إذ رأى نارًا}
-
باب قول الله تعالى: {و كلم الله موسى تكليمًا}
-
باب قول الله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشر}
-
باب طوفان من السيل
-
حديث الخضر مع موسى
-
باب
-
باب: {يعكفون على أصنام لهم}
-
باب: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرةً}
-
باب وفاة موسى وذكره
-
باب قول الله تعالى: {وضرب الله مثلًا للذين آمنوا امرأة فرعون}
-
باب: {إن قارون كان من قوم موسى} الآية
-
باب قول الله تعالى:{وإلى مدين أخاهم شعيبًا}
-
باب قول الله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين}
-
باب: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر}
-
باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبورًا}
-
باب: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود
-
باب: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب}
-
باب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب}
-
باب قول الله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله}
-
باب: {واضرب لهم مثلًا أصحاب القرية}
-
باب قول الله تعالى: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا}
-
باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت}
-
باب: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك}
-
باب قول الله تعالى: {إذ قالت الملائكة يا مريم}
-
قوله: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}
-
باب: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها}
-
باب نزول عيسى ابن مريم
-
باب ما ذكر عن بني إسرائيل
-
حديث أبرص وأعمى وأقرع في بنى إسرائيل
-
باب:{أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم}
- حديث الغار
-
باب
-
باب قول الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل}
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى و الطب
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
باب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
باب ما جاء في إِجازة خبر الواحد الصدوق
-
كتاب الاعتصام
-
كتاب التوحيد
3465- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ) الخزَّاز _بمعجماتٍ_ أبو عبد الله الكوفيُّ قال: (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ) بضمِّ الميم وسكون السِّين المهملة وكسر الهاء بعدها راءٌ، القرشيُّ الكوفيُّ قاضي الموصل (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضمِّ العين مُصغَّرًا (بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ) مولى ابن عمر (عَنِ ابْنِ عُمَرَ ☻ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: بَيْنَمَا) بالميم (ثَلَاثَةُ نَفَرٍ) لم يُسمَّوا (مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ) في «الطَّبرانيِّ» عن عقبة بن عامرٍ: «من بني إسرائيل» (يَمْشُونَ) مرفوعٌ خبر «ثلاثة». وفي حديث عقبة المذكور وأبي هريرة عند ابن حبَّان والبزَّار: «أنَّهم خرجوا يرتادون لأهلهم» (إِذْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ، فَأَوَوْا) بقصر الهمزة في الفرع كأصله، وتُمَدُّ (إِلَى غَارٍ، فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ) باب الغار. وعند الطَّبرانيِّ من حديث النُّعمان من وجهٍ(1) آخر: «إذ وقع حجرٌ من الجبل ممَّا يهبط من خشية الله حتَّى سدَّ فم الغار» (فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّهُ) أي(2) الشأن (_وَاللهِ يَا هَؤُلَاءِ_ لَا يُنْجِيكُمْ) بضمِّ أوَّله وسكون النُّون مُخفَّفًا، ولأبي ذرٍّ: ”يُنَجِّيكم“ _بفتح النُّون، مُثقَّلًا_ ممَّا أنتم فيه (إِلَّا الصِّدْقُ، فَلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ) في حديث عليٍّ عند البزَّار: «تفكَّروا(3) في أحسن أعمالكم فادعوا الله بها، لعلَّ الله يفرِّج عنكم» (فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ) سقط «واحدٌ» وتاليه لأبوي ذرٍّ والوقت بإسقاط القائل: (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ) ظاهره الشَّكُّ، والمؤمن يجزم(4) بأنَّ الله تعالى عالمٌ بذلك، فهو على خلاف الظَّاهر، فالمعنى: أنت تعلم (أَنَّهُ كَانَ لِي أَجِيرٌ عَمِلَ لِي) _بكسر الميم_ عملًا (عَلَى فَرَقٍ) بفتح الفاء والرَّاء بعدها قافٌ، مكيالٍ يسع ثلاثة آصعٍ (مِنْ أَرُزٍّ) بفتح الهمزة وضمِّ الرَّاء وتشديد الزَّاي، ولأبي ذرٍّ: ”َأُرْز♣“ بضمِّ الهمزة وفتحها وسكون الرَّاء (فَذَهَبَ وَتَرَكَهُ) في حديث النُّعمان بن بشيرٍ عند أحمد: «كان لي أجراء يعملون، فاستأجرت كلَّ رجلٍ منهم بأجرٍ معلومٍ، فجاء رجلٌ ذات يومٍ في نصف النَّهار فاستأجرته بشرط(5) أصحابه، فعمل في نصف نهاره(6) كما عمل رجلٌ منهم في نهاره كلِّه، فرأيت عليَّ في الذِّمام ألَّا أنقصه ممَّا استأجرتُ(7) به أصحابه، لِمَا جهد في عمله، فقال رجلٌ منهم: تعطي هذا مثل ما أعطيتني؟! فقلت: يا عبد الله لم أبخسك شيئًا من شرطك، وإنَّما هو مالي أحكم فيه بما شئت. قال: فغضب وذهب وترك أجره» (وَأَنِّي) بفتح الهمزة (عَمَدْتُ) بفتح العين والميم (إِلَى ذَلِكَ الفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، فَصَارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنِّي اشْتَرَيْتُ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ(8): ”أن اشتريت“ (مِنْهُ بَقَرًا) زاد موسى بن عقبة [خ¦2333] «وراعيها»‼ (وَأَنَّهُ أَتَانِي(9) يَطْلُبُ أَجْرَهُ فَقُلْتُ(10): اعْمِدْ) بكسر الميم، ولأبي ذرٍّ: ”فقلت له: اعمد“ (إِلَى تِلْكَ البَقَرِ فَسُقْهَا، فَقَالَ لِي: إِنَّمَا لِي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِنْ أَرُزٍّ) بالتَّشديد مع فتح الهمزة وضمِّ الرَّاء (فَقُلْتُ لَهُ(11): اعْمِدْ) بكسر الميم(12) (إِلَى تِلْكَ البَقَرِ(13) فَإِنَّهَا مِنْ ذَلِكَ الفَرَقِ فَسَاقَهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ) أنَّ عملي هذا مقبولٌ و(أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا) ما نحن فيه، وكأنَّه لم يجزم بقبول عمله (فَانْسَاخَتْ) بهمزة الوصل وسكون النُّون وبالسِّين المهملة والخاء المعجمة المفتوحتين بينهما ألفٌ، أي: انشقَّت (عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ) ويُقال: «انصاخت» بالصَّاد بدل السِّين، أي: انشقَّ(14) من قِبل نفسه، وأنكر الخطَّابيُّ: «انساخت» بالسِّين والخاء المعجمة، وصوَّب كونها بالحاء المهملة، وهي الَّتي في «اليونينيَّة» و«فروعها»(15) أي: اتَّسعت(16)، لكنَّ الرِّواية بالسِّين والخاء المعجمة صحيحةٌ، وإن / كان الأصل بالصاد فهي تُقلَب سينًا. وفي حديث النُّعمان بن بشيرٍ: «فانصدع الجبل حتَّى رأوا الضَّوء» وفي حديث أبي هريرة عند ابن حبَّان: «فزال ثلث الحجر».
(فَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ) أي: أنت (تَعْلَمُ كَانَ) وللأَصيليِّ: ”أنَّه كان“ (لِي أَبَوَانِ) فهو من باب التَّغليب، أي: أبٌ وأمٌّ (شَيْخَانِ كَبِيرَانِ) وفي حديث عليٍّ(17): «أبوان ضعيفان فقيران، ليس(18) لهما خادمٌ ولا راعٍ ولا وليٌّ غيري، فكنت أرعى لهما بالنَّهار، وآوي إليهما باللَّيل» (وَكُنْتُ) ولغير أَبَوَي ذرٍّ والوقت: ”فكنت“ (آتِيهِمَا) بالمدِّ (كُلَّ لَيْلَةٍ بِلَبَنِ غَنَمٍ لِي، فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِمَا) ولأبي ذرٍّ: ”عنهما“ (لَيْلَةً) بسبب تباعد العشب الَّذي ترعاه الغنم (فَجِئْتُ وَقَدْ رَقَدَا) الأبوان (وَأَهْلِي) مبتدأٌ (وَعِيَالِي) عطفٌ عليه، والخبر (يَتَضَاغَوْنَ) بضادٍ وغينٍ معجمتين، أي: وزوجتي وأولادي وغيرهم يتصايحون أو يستغيثون (مِنَ الجُوعِ) بسبب الجوع (فَكُنْتُ) بالفاء، ولأبي ذرٍّ: ”وكنت“ (لَا أَسْقِيهِمْ) شيئًا من اللَّبن (حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَايَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا) من نومهما فيشقَّ عليهما (وَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا) أتركهما (فَيَسْتَكِنَّا) بتشديد النُّون في الفرع كأصله، من الاستكنان، أي: يلبثا في كنِّهما منتظرين (لِشَرْبَتِهِمَا) أو بتخفيف النُّون، كما أفهمه كلام الكِرمانيِّ وتفسير الحافظ ابن حجرٍ مقتصرًا عليه، حيث قال: وأمَّا كراهية(19) أن يدعهما، فقد فسَّره بقوله: «فيستكنا لشربتهما»(20) أي: يضعفا، لأنَّه عشاؤهما، وتركُ العشاءِ يُهْرِم، وقوله: «يستكنَّا»، من الاستكانة، وقوله: «لشربتهما» أي: لعدم شربهما، فيصيران ضعيفين مسكينين، والمسكين الَّذي لا شيء له. انتهى. (فَلَمْ أَزَلْ أَنْتَظِرُ) استيقاظهما (حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ) أنَّ عملي هذا مقبولٌ و(أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا) ما نحن فيه (فَانْسَاخَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ) بالخاء المعجمة، أي: انشقَّت‼ (حَتَّى نَظَرُوا إِلَى(21) السَّمَاءِ. فَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ) أي: اللَّهمَّ(22) أنت تعلم (أَنَّهُ كَانَ) ولأبي ذرٍّ: ”كانت“ (لِي ابْنَةُ عَمٍّ) لم تُسَمَّ (مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ) زاد في رواية موسى بن عقبة في «باب إذا اشترى شيئًا لغيره بغير إذنه» من «البيوع» [خ¦2215]: «كأشدِّ ما يحبُّ الرِّجال النِّساء» (وَأَنِّي رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا) أي: طلبت منها النِّكاح، يُقال: راود فلانٌ جاريته على(23) نفسها وراودته هي(24) عن(25) نفسه، إذا حاول كلٌّ منهما الوطء، وعدَّاه هنا بـ «عن» لأنَّه ضُمِّن معنى المخادعة، أي: خادعتها(26) عن نفسها، والمفاعلة هنا من الواحد، نحو: داويت المريض، أو هي على بابها، فإنَّ(27) كلَّ واحدٍ منهما كان يطلب من صاحبه شيئًا برفقٍ، هو يطلب منها الفعل، وهي تطلب منه التَّرك إلَّا إن أعطاها مالًا، كما قال (فَأَبَتْ) أي: امتنعت (إِلَّا أَنْ آتِيَهَا بِمِئَةِ دِينَارٍ) وفي رواية سالمٍ عن أبيه في «باب من استأجر أجيرًا» من «البيوع» [خ¦2272]: «فامتنعت منِّي حتَّى ألمَّت بها سنةٌ _أي: سَنة قحطٍ_ فجاءتني فأعطيتها عشرين ومئة دينارٍ» وجُمِع بينه وبين رواية الباب: بأنَّها امتنعت أوَّلًا عفَّةً عنه ودافعته بطلب المال، فلمَّا احتاجت أجابت، وأمَّا قوله: «فأعطيتها عشرين ومئة دينارٍ» فيحتمل أنَّها طلبت منه المئة وزادها هو من قِبل نفسه العشرين (فَطَلَبْتُهَا) أي: المئة دينارٍ (حَتَّى قَدَرْتُ) عليها (فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهَا(28)) وفي حديث النُّعمان: «أنَّها تردَّدت إليه ثلاث مرَّاتٍ تطلب شيئًا من معروفه، ويأبى عليها إلَّا أن تمكِّنه من نفسها، فأجابت في الثَّالثة بعد أن استأذنت زوجها، فأذن لها وقال لها: أغني عيالك. قال: فرجعت فناشَدَتْني بالله» (فَأَمْكَنَتْنِي مِنْ نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا) أي: جلست منها مجلس الرَّجل من امرأته لأطأها (قَالَتِ) كذا في الفرع، والَّذي في أصله: ”فقالت“: (اتَّقِ اللهَ، وَلَا تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ) بفتح التَّاء وضمِّ الفاء وتشديد الضَّاد المعجمة، أي: لا تكسره، وكَنَّتْ عن عذرتها بالخاتم، وكأنَّها كانت بكرًا فقالت: (29)لا تُزِلْ بكارتي إلَّا بتزويجٍ صحيحٍ، لكنَّ في حديث النُّعمان بن بشيرٍ ما يدلُّ على أنَّها لم تكن بكرًا، فتكون كنَّت عن الإفضاء بالكسر، وعن الفرج بالخاتم، وفي حديث عليٍّ: «فقالت: أذكِّرك الله أن تركب منِّي ما حرَّم الله عليك» وفي حديث النُّعمان: «فأسلمت إليَّ نفسها، فلمَّا كشفتها ارتعدت من تحتي، فقلت: ما لكِ؟ / قالت: (30) أخاف الله ربِّ العالمين، فقلت: خفتيه في الشِّدَّة ولم أَخَفْه في الرَّخاء» وفي حديث ابن أبي أوفى عند الطَّبرانيِّ: «فلمَّا جلست منها مجلس الرَّجل من المرأة ذكرتُ النَّار» (فَقُمْتُ) عنها من غير فعلٍ (وَتَرَكْتُ المِئَةَ دِينَارٍ) ولأبي ذرٍّ: ”وتركت المئة الدِّينار“ (فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ) أنَّ عملي مقبولٌ و(أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا) ما نحن فيه (فَفَرَّجَ اللهُ عَنْهُمْ، فَخَرَجُوا) من الغار يمشون. فإن قلت: أيُّ الثَّلاثة أفضل؟ أُجيب صاحب المرأة لأنَّه اجتمع فيه الخشية، وقد قال الله(31) تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ ‼ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعات:40-41] قال الغزاليُّ: شهوة الفرج أغلب الشَّهوات على الإنسان، وأعصاها عند الهيجان على العقل، فمن ترك الزِّنى خوفًا من الله تعالى مع القدرة وارتفاع الموانع وتيسير(32) الأسباب سيَّما عند صدق الشَّهوة نال درجة الصِّدِّيقين.
وهذا الحديث سبق في «باب من استأجر أجيرًا فترك أجره» [خ¦2272] عن سالمٍ، وفي «باب إذا اشترى شيئًا لغيره» [خ¦2215] عن موسى بن عقبة عن نافعٍ، وفي «باب إذا زرع بمال قومٍ» [خ¦2333] عن موسى بن عقبة أيضًا، ولم يخرجه إلَّا من رواية ابن عمر، ورواه الطَّبرانيُّ عن أنسٍ وابن حبَّان عن أبي هريرة، وأحمد عن النُّعمان بن بشيرٍ، والطَّبرانيُّ عن عليٍّ وعقبة بن عامرٍ وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي أوفى، واتَّفقوا على أنَّ القصص الثَّلاثة في الأجير والمرأة والأبوين إلَّا حديث عقبة بن عامرٍ ففيه بدل «الأجير»: أنَّ الثَّالث قال: كنت في غنمٍ أرعاها فحضرت الصَّلاة فقمت أصلِّي، فجاء الذِّئب فدخل الغنم، فكرهت أن أقطع صلاتي، فصبرت حتَّى فرغت، واختلافهم في التَّقديم والتَّأخير يفيد جواز الرِّواية بالمعنى.
[1] في (د): «طريقٍ».
[2] في غير (د) و(ص): «إنَّ».
[3] في (م): «تذكَّروا».
[4] في (ص) و(م): «جازمٌ».
[5] في غير (م): «بشطر» والمثبت موافقٌ لما في «مسند أحمد».
[6] في (د) و(م): «النَّهار».
[7] في (م): «استأجرته» وهو تحريفٌ.
[8] في (ص): «والكشميهينيِّ».
[9] في (د) و(م): «أتى» والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
[10] زيد في (م): «له».
[11] «له»: ضُرِب عليها في (د)، وسقط من (م).
[12] زيد في (د) و(م): «ولأبي ذرٍّ: فقلت له: اعمد».
[13] زيد في (د) و(م): «فسقها» ولعلَّه سبق نظرٍ.
[14] في (م): «انشقَّت».
[15] في (ب) و(س): «وفرعها».
[16] في (ب) و(م): «انشقَّت».
[17] «عليٍّ»: ليس في (ص).
[18] في (ص): «لم يكن».
[19] في (د): «كراهته».
[20] «لشربتهما»: ليس في (د)، وزيد فيها: «من الاستكانة» ولعلَّه سبق نظرٍ.
[21] «إلى»: سقط من (د).
[22] «اللَّهمَّ»: مثبتٌ من (د).
[23] في (د): «عن».
[24] «هي»: ليس في (د).
[25] في (ب) و(س): «على».
[26] في (م): «خادعها».
[27] في (د): «لأنَّ».
[28] «إليها»: سقط من (د).
[29] زيد في (ص): «أي».
[30] زيد في (م): «إنِّي».
[31] اسم الجلالة: مثبتٌ من (ص) و(م).
[32] في (ب): «وتيسُّر».