إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه

          3174- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) بضمِّ المُوحَّدة مُصغَّرًا، قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ الإمام (عَنْ يُونُسَ) بن يزيد الأيليِّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ الزُّهريِّ (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضمِّ العين (بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ(1)) بن مسعودٍ (أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ) صخر (بْنَ حَرْبٍ) ولأبي ذرٍّ وابن(2) عساكر: ”ابن حرب بن أميَّة“ (أَخْبَرَهُ: أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا تُـِجَّارًا) بكسر الفوقيَّة وتخفيف الجيم، نحو: صاحبٍ وصِحَابٍ، ويجوز ضمُّ الفوقيَّة وتشديد الجيم (بِالشَّامِ) يتعلَّق(3) بـ «تجارًا» أو «بكانوا» أو بوصفٍ آخر لـ «رَكْبٍ» (فِي المُدَّةِ الَّتِي مَادَ فِيهَا) بتخفيف الدَّال ضبطه في «اليونينيَّة» هنا، وفي غيرها: ”مادَّ“ بالمدِّ والتَّشديد، وهو فعلٌ ماضٍ من المُفاعَلة، يُقال: مادَّ الغريمان إذا اتَّفقا على أجلٍ للدَّين(4) وضربا له زمانًا، وهذه المدَّة هي المدَّة(5) الَّتي هادن (رَسُولُ اللهِ صلعم أَبَا سُفْيَانَ‼ فِي كُفَّارِ قُرَيْشٍ) سنة ستٍّ من الهجرة. ودلالة الحديث على التَّرجمة من بقيَّة الحديث، حيث قال في مدح رسول الله صلعم [خ¦7]: «وكذلك الرُّسل لا تغدر» وقال ابن بطَّالٍ: أشار البخاريُّ بهذا إلى أنَّ الغدر عند كلِّ أمَّةٍ قبيحٌ مذمومٌ، وليس هو من صفات الرُّسل، وهذا طرفٌ من حديث أبي سفيان السَّابق(6) أوَّل الكتاب [خ¦7].


[1] في (م) تحريفًا: «بن عقبة»، وقوله: «بن عتبة» ليس في (د1) و(ض) و(م).
[2] في (د): «ولابن».
[3] في غير (د) و(ص): «متعلِّقٌ».
[4] في (م): «الدَّين».
[5] «هي المدَّة»: ليس في (م).
[6] زيد في غير (د) و(س): «في».