إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب

          2977- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) بضمِّ الموحَّدة، قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ (عَنْ‼♠ عُقَيْلٍ) بضمِّ العين وفتح القاف (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهريِّ (عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ) بفتح المثنَّاة التَّحتيَّة (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: بُعِثْتُ) بضمِّ الموحَّدة (بِجَوَامِعِ الكَلِمِ) من إضافة الصِّفة إلى الموصوف، وهي الكلمة الموجزة لفظًا المتَّسعة معنًى، وهذا شاملٌ للقرآن والسُّنَّة، فقد كان صلعم يتكلَّم بالمعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة (وَنُصِرْتُ) على الأعداء (بِالرُّعْبِ) أي: الخوف، زاد في رواية «التَّيمُّم» [خ¦335] السَّابقة: «مسيرة شهرٍ» وللطَّبرانيِّ من حديث السَّائب بن يزيد: «شهرًا أمامي وشهرًا خلفي» ولا تنافي بينه وبين حديث جابرٍ على ما لا يخفى (فَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ) بضمِّ الهمزة وواوٍ بعدها، وبحذف(1) الموحَّدة من «مفاتيح» ولغير أبي ذرٍّ: ”أتيتُ بمفاتيح“ (خَزَائِنِ الأَرْضِ) كخزائن كسرى وقيصر ونحوهما، أو معادن الأرض الَّتي منها الذَّهب والفضَّة (فَوُضِعَتْ فِي يَدِي) كنايةٌ عن وَعْدِ ربِّه له بما ذكر أنَّه يعطيه أمَّته، وكذا وقع، ففتح لأمَّته ممالك كثيرة، فغنموا أموالها، واستباحوا خزائن ملوكها، وقد حمل بعضهم ذلك على ظاهره، فقال: هي خزائن أجناس أرزاق(2) العالم، ليخرج لهم بقدر ما يطلبونه لذواتهم، فكلُّ ما ظهر من رزق العالم فإنَّ الاسم الإلهيَّ لايعطيه إلَّا عن محمَّدٍ صلعم الَّذي بيده المفاتيح، كما اختصَّ تعالى بمفاتيح الغيب، فلا يعلمها إلَّا هو، وأعطى هذا السَّيِّد الكريم منزلة الاختصاص بإعطائه مفاتيح الخزائن. انتهى. (قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ) ☺ : (وَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صلعم وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا) بفتح المثنَّاة الفوقيَّة وسكون النُّون وفتح الفوقيَّة وكسر المثلَّثة، أي: تستخرجونها، أي: الأموال من مواضعها. يشير إلى(3) أنَّه ╕ ذهب ولم ينل منها شيئًا.


[1] في (م): «محذوف».
[2] «أرزاق»: مثبتٌ من (ب) و(س).
[3] «إلى»: ليس في (ب).