إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما ترك النبي إلا سلاحه وبغلة بيضاء

          2912- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ) بفتح العين وسكون الميم، و«عبَّاس» بالموحَّدة، آخره مهملةٌ، أبو عثمان البصريُّ الأهوازيُّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ) بن مهديِّ بن حسَّان العنبريُّ البصريُّ (عَنْ سُفْيَانَ) الثَّوريِّ (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عمرو بن عبد الله السَّبيعيِّ الكوفيِّ (عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ) بفتح العين، ابن المصطلق الخزاعيِّ أخي(1) أمِّ المؤمنين جويرية ☻ ، أنَّه (قَالَ: مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صلعم ) عند موته (إِلَّا سِلَاحَهُ) الَّذي أعدَّه لحرب الكفَّار كالسُّيوف (وَبَغْلَةً بَيْضَاءَ) هي الدُّلدل (وَأَرْضًا بِخَيْبَرَ) وهي فدك (جَعَلَهَا) في صحَّته (صَدَقَةً) وأخبر بحكمها عند موته، وخالف النَّبيُّ(2) صلعم أهل الجاهليَّة فيما كانوا يوصون به من كسر(3) السِّلاح وعقر الدَّوابِّ وحرق المتاع، من ترك بغلته وسلاحه وأرضه من غير إيصاء في ذلك بشيءٍ، إلَّا صدقةً في سبيل الله. وفي إبقاء السِّلاح _كما قال ابن المُنَيِّر_ عنوانٌ للمسلم(4) على إبقاء ذكره، واستنماء أعماله الحسنة الَّتي سنَّها للنَّاس، وعادته الجميلة الَّتي حمل عليها العباد، بخلاف أهل الجاهليَّة، ففي فعلهم ذلك إشارةٌ إلى انقطاع أعمالهم وذهاب آثارهم.
          وقد مرَّ الحديث في أوَّل «الوصايا» [خ¦2739].


[1] في (د): «أخو».
[2] «النَّبيُّ»: مثبتٌ من (د).
[3] في (د) و(م): «كسرهم».
[4] في (د1) و(ص): «المسلم».