إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن عمر بن الخطاب قسم مروطًا بين نساء المدينة

          2881- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ) هو عبد الله بن عثمان بن جبلة قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ) بن المبارك قال: (أَخْبَرَنَا يُونُسُ) بن يزيد الأيليُّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ الزُّهريِّ (قَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ) أبو يحيى القرظيُّ إمامُ بني قريظة، ولد في عهده(1) صلعم ، وله رؤيةٌ(2)، وطال عمره، قاله الذَّهبيُّ، وقال غيره: اختُلِفَ في صحبته، وله حديثٌ مرفوعٌ لكن جزم أبو حاتم بأنَّه مرسلٌ، وصرَّح الزُّهريُّ عنه بالإخبار في حديثٍ آخر، سيأتي إن شاء الله تعالى في «باب لواء النَّبيِّ صلعم » [خ¦2976] (إِنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ ☺ قَسَمَ مُرُوطًا) أي: أكسية من صوفٍ أو خَزٍّ كان يُؤتَزر(3) بها (بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ المَدِينَةِ، فَبَقِيَ) منها (مِرْطٌ جَيِّدٌ) بكسر الميم وسكون الرَّاء (فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ) قال الحافظ ابن حجرٍ: لم أقف على اسمه: (يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَعْطِ) بهمزة قطعٍ مفتوحةٍ (هَذَا ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ صلعم الَّتِي عِنْدَكَ _يُرِيدُونَ) زوجتَه (أُمَّ كُلْثُومٍ) بضمِّ الكاف والمثلَّثة (بِنْتَ عَلِيٍّ_) وكانت أصغر بنات فاطمة الزَّهراء، وأولاد بناته ◙ يُنسَبون إليه (فَقَالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ) بفتح السِّين المهملة وكسر اللَّام (أَحَقُّ) به (وَأُمُّ سَلِيطٍ) هي _كما ذكره ابن سعدٍ_ أمُّ قيسٍ بنتُ عبيد(4) بن زياد بن ثعلبة من بني مازنٍ، تزوَّجها أبو سَلِيطٍ بن أبي حارثة، عمرو بن قيسٍ من بني عديٍّ بن النَّجار، فولدت سَليطًا وفاطمةَ فكُنِّيت بأمِّ سليطٍ لذا فهي (مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ، مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلعم ، قَالَ عُمَرُ: فَإِنَّهَا كَانَتْ تَزْفِرُ) بفتح المثنَّاة الفوقيَّة وسكون‼ الزَّاي، وبعد(5) الفاء المكسورة راءٌ، أي: تحمل (لَنَا القِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ) وشهدت أيضًا خيبر وحنينًا.
          (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ) أي: البخاريّ: (تَزْفِرُ) أي: (تَخِيطُ) / قال عياضٌ: وهذا غير معروفٍ في اللُّغة، ولعلَّ البخاريَّ إنَّما تبع في ذلك ما رُوِيَ عن أبي صالحٍ كاتب اللَّيث، حيث قال فيما رواه أبو نُعيم عنه: تزفر تخرز، وسقط قوله «قال أبو عبد الله...» إلى آخره من رواية الحَمُّويي والكُشْمِيهَنِيِّ، وحديث الباب أخرجه أيضًا في «المغازي» [خ¦4071].


[1] في (د1) و(ص): «عهد النَّبيِّ».
[2] في (د): «روايةٌ».
[3] في (م): «يتَّزر».
[4] في (د) و(م): «عبيدة» وليس بصحيحٍ.
[5] في (ب): «بعدها».