إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث عائشة في الهجرة

          2263- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبوي ذرٍّ والوقت: ”حدَّثني“ بالإفراد (إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى) بن يزيد بن زاذان، أبو إسحاق، التَّميميُّ الفرَّاء الرَّازي(1) الصَّغير، قال(2): (أَخْبَرَنَا هِشَامٌ) هو ابن يوسف الصَّنعانيُّ (عَنْ مَعْمَرٍ) هو ابن راشدٍ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلم ابن شهابٍ (عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ) بن العوَّام (عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) أنَّها قالت: (وَاسْتَأْجَرَ) بواو العطف على قصَّةٍ في هذا الحديث، وهي ثابتةٌ في أصله الطَّويل المسوق عند المؤلِّف في «باب هجرة النَّبيِّ صلعم وأصحابه إلى المدينة» [خ¦3905] عن يحيى ابن بُكَيرٍ عن اللَّيث عن عُقيلٍ عن الزُّهريِّ عن عروة عن عائشة قالت: لم أعقل أبويَّ إلَّا وهما يدينان الدِّين... الحديث، وفيه: خروج أبي بكرٍ مهاجرًا‼ نحو أرض الحبشة حتَّى بَلَغَ بَرْكَ الغِمَاد لقيه ابن الدَّغِنَة، وخروجه مع النَّبيِّ صلعم إلى غار ثورٍ، فمكثا فيه ثلاث ليالٍ يبيت عندهما عبد الله(3) بن أبي بكرٍ، وهو غلامٌ شابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ(4)، فيُدلِج من عندهما بسَحَرٍ، فيصبح مع قريشٍ بمكَّة كبائتٍ معهم، فلا يسمع أمرًا يُكَادان به إلَّا وعاه حتَّى يأتيهما بخبر(5) ذلك حين(6) يختلط الظَّلام، ويرعى عليهما عامر بن فُهَيرة مولى أبي بكرٍ مِنْحَةً من غنمٍ، فيُريحُها عليهما حين تذهب ساعةً من العِشاء، فيبيتان في رِسْلٍ _وهو لبن مِنْحَتِهما ورَضِيفِهِما حتَّى يَنْعِقَ(7)_ بها عامر بن فُهَيرة بغَلَسٍ، يفعل ذلك كلَّ ليلةٍ من اللَّيالي، وسقط واو العطف المذكور لأبي ذرٍّ، واستأجر (النَّبِيُّ) ولأبي الوقت: ”رسول الله“ ( صلعم وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا) مشركًا (مِنْ بَنِي الدِّيلِ) بكسر الدَّال المهملة وسكون التَّحتيَّة، هو عبد الله بن أُرَيْقِطٍ، وقال ابن هشامٍ: رجلًا من بني سهم بن عمرٍو، وكان مشركًا، وهذا موضع التَّرجمة (ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ(8) بْنِ عَدِيٍّ) بفتح العين وكسر الدَّال المهملة وتشديد التَّحتيَّة: بطنٌ من بني بكرٍ (هَادِيًا) للطَّريق (خِرِّيتًا) بكسر الخاء المعجمة وتشديد الرَّاء وسكون التَّحتيَّة، بعدها مُثنَّاةٌ فوقيَّةٌ، صفتان لـ «رجلٍ»، ونسب الحافظ ابن حجرٍ الأخيرة لزيادة الكُشْمِيْهَنِيِّ. قال الزُّهريُّ: (_الخِرِّيتُ: المَاهِرُ بِالهِدَايَةِ_ قَدْ غَمَسَ) أي: عبد الله بن أُرَيْقِطٍ (يَمِينَ حِلْفٍ) بكسر الحاء المهملة وبعد اللَّام السَّاكنة فاءٌ، و«غَمَسَ»: بفتح الغين المعجمة والميم والسِّين المهملة، أي: دخل (فِي) جملة (آلِ(9) العَاصِ بْنِ وَائِلٍ) بالهمز، من بني سهمٍ، رهطٌ من قريشٍ، وغمس نفسه فيهم وكانوا إذا تحالفوا غمسوا أيديهم في دمٍ أو خلوقٍ أو شيءٍ يكون فيه تلويثٌ، فيكون ذلك تأكيدًا للحلف (وَهْوَ) أي: عبد الله بن أُرَيْقِطٍ (عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَأَمِنَاهُ) بكسر الميم المُخفَّفة بعد الهمزة المفتوحة المقصورة، من أمَّنتُ فلانًا، فهو آمنٌ، وذلك مأمونٌ، والضَّمير للنَّبيِّ صلعم والصِّدِّيق(10) (فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا) تثنية راحلةٍ، من الإبل: البعير القويُّ على الأسفار والأحمال، يستوي فيه الذَّكر والأنثى(11)، والتَّاء للمبالغة (وَوَعَدَاهُ) ولأبي ذرٍّ: ”وواعداه“ بالألف(12) قبل العين، فالأولى من الوعد، والثَّانية من المواعدة (غَارَ ثَوْرٍ) بالمُثلَّثة: كهفًا بجبلٍ أسفل مكَّة (بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فَأَتَاهُمَا بِرَاحِلَتَيْهِمَا صَبِيحَةَ لَيَالٍ ثَلَاثٍ، فَارْتَحَلَا وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ) بضمِّ الفاء وفتح الهاء وبعد الياء السَّاكنة راءٌ مفتوحةٌ (وَالدَّلِيلُ الدِّيلِيُّ) بكسر الدَّال المهملة وسكون الياء، من غير همزٍ(13)، هو عبد الله بن أُرَيْقِطٍ‼ (فَأَخَذَ بِهِمْ) أي: أخذ بالنَّبيِّ صلعم وأبي بكرٍ وعامرٍ عبدُ الله بن أريقط(14) الدَّليلُ، وفي نسخةٍ: ”أسفل مكَّة“ (وَهوَ طَرِيقُ السَّاحِلِ) وفي «الهجرة» [خ¦3905]: فأخذ بهم طريق السَّاحل، بدون(15) لفظ: «وهو».
          وهذا الحديث أخرجه / في «باب الإجارة» [خ¦2264] و«الهجرة» [خ¦3905].


[1] في (ص) و(م): «الرَّاوي»، وهو تحريفٌ.
[2] «قال»: ليس في (د).
[3] في (ب): «عبد الرَّحمن»، وليس بصحيحٍ.
[4] في (ب) و(د): «لقفٌ».
[5] في غير (س): «بخير»، والمثبت موافقٌ لما في «الصَّحيح» [خ:3905].
[6] في (ب) و(س): «حتَّى».
[7] في (د): «يبعث».
[8] في (م): «عمر»، وهو تحريفٌ.
[9] في (ص): «أبي»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
[10] في (م): «وأبي بكرٍ».
[11] في (ب) و(س): «المُذكَّر والمُؤنَّث».
[12] في (ب) و(س): «بأ لفٍ».
[13] في (د): «همزةٍ».
[14] قوله: «فَأَخَذَ بِهِمْ، أي: أخذ... أريقط»: سقط من (م).
[15] في (د) و(د1) و(س): «فأسقط».