إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اذهب فصنف تمرك أصنافًا العجوة على حدة

          2127- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ) هو عبد الله بن عثمان قال: (أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ) هو ابن عبد الحميد (عَنْ مُغِيرَةَ) بضمِّ الميم وكسر الغين المعجمة، ابن مِقسمٍ _بكسر الميم_ أبي(1) هشامٍ الكوفيِّ (عَنِ الشَّعْبِيِّ) عامر بن شراحيل (عَنْ جَابِرٍ ☺ ) أنَّه (قَالَ: تُوُفِّي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ) بفتح العين وسكون الميم، و«حرامٍ»: بالرَّاء المهملة، وهو أبو جابرٍ هذا (وَعَلَيْهِ دَيْنٌ) الواو للحال (فَاسْتَعَنْتُ النَّبِيَّ صلعم ) من الاستعانة، وفي «باب الشَّفاعة في الدَّين» [خ¦2405]: فاستشفعت (عَلَى غُرَمَائِهِ أَنْ يَضَعُوا) أي: يتركوا (مِنْ دَيْنِهِ) شيئًا (فَطَلَبَ النَّبِيُّ صلعم إِلَيْهِمْ فَلَمْ يَفْعَلُوا) أي: لم يتركوا شيئًا (فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلعم : اذْهَبْ فَصَنِّفْ تَمْرَكَ أَصْنَافًا) أي: اعزل كلَّ صنفٍ على حدةٍ، اجعل (العَجْوَةَ) وهي ضربٌ من أجود التَّمر بالمدينة (عَلَى حِدَةٍ، وَعَذْقَ زَيْدٍ عَلَى حِدَةٍ) بفتح العين المهملة وسكون الذَّال المعجمة، منصوبٌ عطفًا على «العجوة» المنصوب بالمُقدَّر، مضافًا إلى شخصٍ يُسمَّى: زيدًا، وهو نوعٌ من التَّمر رديءٌ، ولأبي ذرٍّ: ”عِذق زيدٍ“ بكسر العين، قال الجوهريُّ: بالفتح: النَّخلة، وبالكسر: الكِباسة(2)، وأصناف تمر المدينة كثيرةٌ جدًّا، فذكر أبو محمَّدٍ الجوينيُّ في «الفروق»: أنَّه كان بالمدينة فبلغه أنَّهم عدُّوا عند أميرها صنوف الأسود خاصَّةً، فزادت على السِّتِّين، قال: والتَّمر الأحمر أكثر عندهم من الأسود (ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَيَّ) بلفظ الأمر(3)، قال جابرٌ: (فَفَعَلْتُ) ما أمرني به صلعم (ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلعم / فَجَلَسَ) ولابن عساكر وأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: ”فجاء فجلس“ (عَلَى أَعْلَاهُ) أي: جلس ╕ على أعلى التَّمر (أَوْ فِي وَسَطِهِ، ثُمَّ قَالَ) ╕ : (كِلْ لِلْقَوْمِ) أمرٌ من: كال يكيل (فَكِلْتُهُمْ حَتَّى أَوْفَيْتُهُمُ الَّذِي لَهُمْ، وَبَقِيَ تَمْرِي كَأَنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْءٌ) فيه معجزةٌ ظاهرةٌ له صلعم .
          ومطابقته للتَّرجمة من جهة أنَّ الكيل على المعطي، وأخرجه في «الاستقراض» [خ¦2405] و«الوصايا» [خ¦2781] و«المغازي» [خ¦4053] و«علامات النُّبوَّة» [خ¦3580]، والنَّسائيُّ في «الوصايا».
          (وَقَالَ فِرَاسٌ) بكسر الفاء‼ وتخفيف الرَّاء وبعد الألف سينٌ مُهمَلةٌ، ابن يحيى المُكتَّب في حديث جابرٍ الموصول عند المؤلِّف في أواخر(4) أبواب «الوصايا» [خ¦2781] (عَنِ الشَّعْبِيِّ) عامر بن شراحيل: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (جَابِرٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم : فَمَا زَالَ يَكِيلُ لَهُمْ) أي: لغرماء أبيه (حَتَّى أَدَّى) دين أبيه، ولغير أبي ذرٍّ وابن عساكر: ”حتَّى أدَّاه“ بضمير النَّصب (وَقَالَ هِشَامٌ) هو ابن عروة، فيما وصله المؤلِّف في «الاستقراض» [خ¦2396] (عَنْ وَهْبٍ) هو ابن كيسان مولى عبد الله بن الزُّبير (عَنْ جَابِرٍ) أنَّه قال: (قَالَ النَّبِيُّ صلعم : جُذَّ لَهُ) بضمِّ الجيم وتشديد الذَّال المعجمة، أي: اقطع للغريم العراجين (فَأَوْفِ لَهُ) حقَّه.


[1] في (د): «ابن» وليس بصحيحٍ.
[2] في (د1): «الكناسة»، وهو تصحيفٌ.
[3] «بلفظ الأمر»: ليس في (م).
[4] في (د): «آخر».