إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه

          1819- وبالسَّند قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الواشحيُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ مَنْصُورٍ) هو ابن المعتمر (عَنْ أَبِي حَازِمٍ) بالحاء المهملة والزَّاي سلمان مولى عزَّة الأشجعيَّة، ولغير أبي الوقت: ”سمعت أبا حازمٍ“ وفيه تصريح منصورٍ بسماعه له من أبي حازمٍ في رواية شعبة، وقد انتفى بذلك تعليل من أعلَّه بالاختلاف على منصورٍ لأنَّ البيهقيَّ أورده من طريق إبراهيم بن طهمان عن منصورٍ عن هلال بن يِسَافٍ عن أبي حازمٍ، زاد فيه رجلًا، فإن كان إبراهيم حَفِظَهُ فلعلَّه حمله عن هلالٍ، ثمَّ لقي أبا حازمٍ، فسمعه منه، فحدَّث(1) به على الوجهين، وصرَّح أبو حازمٍ بسماعه له(2) من أبي هريرة كما تقدَّم في أوائل «الحجِّ» [خ¦1521] من طريق شعبة أيضًا(3) عن سيَّارٍ(4) عن أبي حازمٍ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : مَنْ حَجَّ) أي: قصد (هَذَا البَيْتَ) الحرام لحجٍّ أو عمرةٍ، ولـ «مسلمٍ»: «من أتى هذا البيت» والإشارة لحاضرٍ، فالظَّاهر أنَّه ╕ قاله وهو بمكَّة (فَلَمْ يَرْفُـَـِثْ) بتثليث الفاء، والضَّمُّ المشهور في الرِّواية واللُّغة، وبالفتح الاسم، وبالسُّكون المصدر، والمعنى: فلم يجامع أو لم يأت بفحشٍ من الكلام (وَلَمْ يَفْسُقْ) لم يخرج عن حدود الشَّرع بالسِّباب وارتكاب المحظورات، والفاء في قوله: «فلم»، والواو في قوله: «ولم»(5) عطفٌ على الشَّرط في قوله: «من حجَّ»، وجوابه قوله: (رَجَعَ) حال كونه (كَمَا) أي: مشابهًا لنفسه في(6) البراءة من الذُّنوب؛ صغائرها أو وكبائرها في يوم (وَلَدَتْهُ أُمُّهُ) إلَّا في حقِّ آدميٍّ؛ إذ هو محتاجٌ لاسترضائه، نعم إذا رضي تعالى عن عبده أرضى عنه خُصماءه(7)، وفي نسخةٍ: ”كيوم ولدته أمُّه“ .


[1] في غير (ب) و(س): «حدَّثه».
[2] «له»: ليس في (د).
[3] «أيضًا»: مثبتٌ من (ص) و(م).
[4] في (د): «يسار»، وهو تحريفٌ.
[5] «ولم»: ليس في (ص) و(م).
[6] في غير (ب) و(س): «عن».
[7] في (ص) و(م): «أخصامه».