إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أخبرني من مر مع نبيكم على قبر منبوذ فأمنا فصففنا خلفه

          1322- وبالسَّند قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الواشحيُّ البصريُّ قاضي مكَّة (قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنِ الشَّيْبَانِيِّ) سليمان الكوفي (عَنِ الشَّعْبِيِّ) عامر بن شراحيل (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (مَنْ مَرَّ مَعَ نَبِيِّكُمْ صلعم ) من أصحابه ♥ ممَّن لم يُسَمَّ (عَلَى قَبْرٍ مَنْبُوذٍ) بالذَّال المعجمة، وتنوين «قبرٍ»، و«منبوذٍ» صفةٌ له، أي: قبرٍ منفردٍ(1) عن القبور، ولأبي ذَرٍّ: ”قبرِ منبوذٍ“ بإضافة «قبرِ» لتاليه(2)، أي: دُفِنَ فيه لقيطٌ: (فَأَمَّنَا فَصَفَفْنَا) بفاءين (خَلْفَهُ) وهذا موضع‼ التَّرجمة؛ لأنَّ الإمامة وتسوية الصُّفوف من سنَّة صلاة الجنازة، قال الشَّيبانيُّ: (فَقُلْنَا) للشَّعبيِّ: (يَا أَبَا عَمْرٍو) بفتح العين (مَنْ) ولأبي ذَرٍّ: ”ومَن“ (حَدَّثَكَ) بهذا؟ (قَالَ): حدَّثني (ابْنُ عَبَّاسٍ ☻ ) فيه ردٌّ على من جوَّز صلاة الجنازة بغير طهارةٍ معلِّلًا بأنَّها إنَّما هي دعاءٌ للميِّت واستغفارٌ؛ لأنَّه لو كان المراد الدُّعاء وحده؛ لما أخرجهم النَّبيُّ صلعم إلى البقيع، ولدعا في المسجد، وأمرهم بالدُّعاء معه أو التَّأمين على دعائه(3)، ولَمَا صفَّهم خلفه كما يصنع في الصَّلاة المفروضة والمسنونة، وكذا وقوفه في الصَّلاة، وتكبيره في افتتاحها، وتسليمه في التَّحلُّل منها، كلُّ ذلك دالٌّ على أنَّها على الأبدان لا على اللِّسان وحده، قاله ابن رُشَيدٍ نقلًا عن ابن المرابط كما أفاده في «فتح الباري».


[1] في (د): «منبوذٍ».
[2] في (د): «إليه».
[3] في (ج): «دعائهم» وبهامشها: قوله: «على دعائهم» كذا في النُّسخ، وعبارة «الفتح»: على دعائه، قصص.