إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لقد أمر النبي بالعتاقة في كسوف الشمس

          1054- وبالسَّند قال: (حَدَّثَنَا) بالجمع، ولأبي ذَرٍّ في نسخةٍ ولابن عساكر(1) والأَصيليِّ: ”حدَّثني“ وللأَصيليِّ: «وحدَّثني» بالواو(2) (رَبِيعُ بْنُ يَحْيَى) البصريُّ، المتوفَّى سنة أربعٍ وعشرين ومئتين (قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ) بن قدامة (عَنْ هِشَامٍ) هو ابن عروة بن الزُّبير بن العوَّام (عَنْ) زوجته (فَاطِمَةَ) بنت المنذر بن الزُّبير بن العوَّام (عَنْ أَسْمَاءَ) بنت أبي بكرٍ الصِّدِّيق ☻ (قَالَتْ: لَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صلعم ) أمر ندبٍ (بِالعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ) بالكاف؛ ليرفع الله بها البلاء عن عباده، ولأبي ذَرٍّ: ”بالعتاقة / في الكسوف“ وهل يقتصر على العتاقة، أو هي من باب التَّنبيه بالأعلى على الأدنى؟ الظَّاهر الثَّاني لقوله تعالى: { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا }[الإسراء:59] وإذا كانت من التَّخويف فهي داعيةٌ إلى التَّوبة والمسارعة إلى جميع أفعال البرِّ، كلٌّ على قَدْر طاقته، ولمَّا كان(3) أشدُّ ما يُتوقَّع(4) من التَّخويف النَّار جاء النَّدب بأعلى شيءٍ يتَّقي به النَّار لأنَّه قد جاء‼: «من أعتق رقبةً مؤمنةً أعتق الله بكلِّ عضوٍ منها عضوًا منه من النَّار»، فمَن لم يقدر على ذلك فليعمل بالحديث العامِّ وهو قوله ╕ : «اتَّقوا النَّار ولو بشقِّ تمرةٍ»، ويأخذ من وجوه البرِّ ما أمكنه، قاله ابن أبي جمرة.


[1] في غير (د) و(ص): «ولأبي الوقت»، وليس بصحيحٍ.
[2] قوله: «وللأَصيليِّ: وحدَّثني بالواو» مثبتٌ من (ص).
[3] في (ص): «كانت».
[4] في (ص): «يقع».