إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري

          719- وبالسَّند قال: (حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ) بفتح الرَّاء وتخفيف الجيم والمدِّ، عبد الله بن أيُّوبَ الحنفيُّ الهرويُّ (قَالَ: حدَّثنا‼ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو) بإسكان الميم، ابن المهلَّب الأزديُّ، الكوفيُّ الأصل، وهو من قدماءِ شيوخ المؤلِّف، لكنَّه روى له هنا بواسطةٍ، ولعلَّه لم يسمعه(1) منه (قَالَ: حدَّثنا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ) بضمِّ القاف (قَالَ: حدَّثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ) بضمِّ الحاء قال: (حدَّثنا أَنَسٌ) ولأبوي ذَرٍّ والوقت والأَصيليِّ وابن عساكر: ”أنس بن مالكٍ“ ☺ (قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاة، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلعم بِوَجْهِهِ فَقَالَ: أَقِيمُوا) سوُّوا (صُفُوفَكُمْ) أيُّها الحاضرون لأداء الصَّلاة معي (وَتَرَاصُّوا) بضمِّ الصَّاد المُهْمَلَة المشدَّدة، أي: تضاموا وتلاصقوا حتَّى يتَّصل ما بينكم (فَإِنِّي أَرَاكُمْ) رؤيةً حقيقيَّةً (مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي) أي: من خلفه بخلق حاسَّةٍ باصرةٍ فيه، كما يُشعر به التَّعبير بـ «من»، فمبدأ الرُّؤية ومنشؤها من خلفه، بخلاف الرِّواية السَّابقة العارية عن «من» [خ¦718] فإنَّها تحتمل ذلك، ويُحتمل(2) أنَّ ذلك بالعين المعهودة كما مرَّ، وقيل: إنَّه كان له بين كتفيه عينان كسمِّ الخيَّاط، يبصر بهما ولا يحجبهما الثِّياب، وزاد الأَصيليُّ بعد قوله: «من وراء ظهري»: ”الحديثَ“.
          ورواة هذا الحديث الخمسة ما بين هرويٍّ وبغداديٍّ وكوفيٍّ وبصريٍّ، وفيه: التَّحديث والقول.


[1] في (د): «ما سمعه».
[2] في غير (ص) و(م): «تحتمل».