إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاةً ولا أتم من النبي

          708- وبه قال: (حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ) بفتح الميم وسكون الخاء المُعجَمَة، البجليُّ الكوفيُّ (قَالَ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ) التَّيميُّ / (قَالَ: حدَّثنا) ولأبوي ذَرٍّ والوقت وابن عساكر: ”حدَّثني“ (شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن أبي نَمِرٍ القرشيُّ (قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ) وسقط «ابن مالكٍ» لابن عساكر (يَقُولُ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلَاةً) بالنَّصب على التَّمييز، فـ «أخفَّ» صفةٌ لـ «إمامٍ» (وَلَا أَتَمَّ) عُطِفَ على سابقه (مِنَ النَّبِيِّ صلعم ، وَإِنْ كَانَ) «إن»: هي المُخفَّفة من الثَّقيلة، واسمها‼: ضمير الشَّأن، وكان خبرها، أي: إنَّه كان (لَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَيُخَفِّفُ) الصَّلاة، فيقرأ(1) بالسُّورة القصيرة، ويشهد له حديث ابن أبي شيبة السَّابق قريبًا(2)[خ¦707] (مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ) بضمِّ المُثنَّاة الفوقيَّة مبنيًّا للمفعول، و«مخافَة»: نُصِبَ على التَّعليل، مضافٌ إلى «أن» المصدريَّة، أي: تلتهي (أُمُّهُ) عن صلاتها لاشتغال قلبها ببكائه، زاد عبد الرَّزَّاق من مُرسَل عطاءٍ: «أو تتركه فيضيع»، ولأبي ذَرٍّ: ”أن يَفتِن“ بفتح المُثنَّاة التَّحتيَّة وكسر ثالثه، مبنيًّا للفاعل ”أمَّه“ بالنَّصب(3) على المفعوليَّة.
           ورواة هذا الحديث الأربعة مدنيُّون إلَّا شيخ المؤلِّف فإنَّه كوفيٌّ، وفيه: التَّحديث بالجمع والإفراد، والسَّماع والقول، وأخرجه مسلمٌ.


[1] في غير (ص): «يقرأ».
[2] «قريبًا»: ليس في (ص).
[3] في (ص): «نصبًا».