إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما من أحد أغير من الله من أجل ذلك

          7403- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ) النَّخعيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبِي) حفص بن غياث قاضي الكوفة قال: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمان بن مهران (عَنْ شَقِيقٍ(1)) أبي وائل بن سلمة (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعودٍ ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ / : مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ) ╡ (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ) والمراد بالغيرة هنا _والله أعلم_: لازمها، وهو الغضب، ولازم الغضب: إرادة إيصال العقوبة، وقيل: غيرة الله: كراهة إتيان الفواحش، أي: عدم رضاه بها لا التَّقدير (وَمَا أَحَدٌ أَحَبَّ) بالنَّصب، ولأبي ذرٍّ بالرَّفع (إِلَيْهِ المَدْحُ مِنَ اللهِ) ╡ و«أحبَّ» بالنَّصب، و«المدحُ» بالرَّفع فاعله، وليس في الحديث ما يدلُّ على مطابقته للتَّرجمة صريحًا. نعم في رواية «تفسير سورة الأنعام» [خ¦4634] زيادة قوله: «ولذلك مدح نفسه» وساقه هنا على الاختصار بدون هذه الزِّيادة؛ تشحيذًا للأذهان على عادته، ولمَّا لم يستحضر الكِرمانيُّ هذه الزِّيادة عند شرحه ذلك قال: لعلَّه أقام استعمال «أحدٌ» مقام النَّفس لتلازمهما في صحَّة استعمال كلِّ واحدٍ منهما مقام الآخر.
          والحديث سبق في تفسير «الأنعام» [خ¦4634] وفي «باب الغيرة» من «النِّكاح» [خ¦5220].


[1] زيد في (د): «بن»، وليس بصحيحٍ.