إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: بينا أنا نائم رأيت أني على حوض أسقي الناس

          7022- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) بن رَاهُوْيَه، أو هو إسحاق(1) ابن نصر المروزيُّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ) بن همَّامٍ الصَّنعانيُّ (عَنْ مَعْمَرٍ) هو: ابنُ راشدٍ (عَنْ هَمَّامٍ) هو(2): ابنُ منبِّه (أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ☺ يَقُولُ: قَالَ(3) رَسُولُ اللهِ صلعم : بَيْنَا) بغير ميم (أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ أَنِّي عَلَى حَوْضٍ) من الأحواض، ولأبي ذرٍّ عن المُستملي والكُشمِيهنيِّ: ”على حوضي“ بياء المتكلِّم (أَسْقِي النَّاسَ) في الرِّواية السَّابقة(4) [خ¦7019] «على بئر» وهنا كان على حوضٍ، فقيل في الجمع بينهما: إنَّ الحوض هو الَّذي يجعل بجانب البئر لتشربَ منه الإبل فلا منافاة، وكأنَّه يملأُ / من البئر فيسكبُ في الحوض، والنَّاس يتناولون الماء لأنفسِهم ولبهائمهم (فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ) الصِّدِّيق (فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنْ يَدِي لِيُرِيحَنِي(5)) من كدِّ الدُّنيا وتعبها (فَنَزَعَ ذَنُوبَيْنِ) بالتَّثنية من غير شكٍّ (وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، فَأَتَى ابْنُ الخَطَّابِ، فَأَخَذَ مِنْهُ) الدَّلو (فَلَمْ يَزَلْ يَنْزِعُ) يستخرج الماء من البئر بالدَّلو (حَتَّى تَوَلَّى النَّاسُ) أي: أعرضوا (وَالحَوْضُ) أي: والحال أنَّ الحوض (يَتَفَجَّرُ) يتدفَّق منه الماء ويسيلُ، وقد أوَّلوا الذَّنوبين بالسنتين اللَّتين وليهما الصِّدِّيق وأشهر بعدها(6)، وانقضت أيَّامه في قتال أهل الرِّدَّة، ولم يتفرَّغ لافتتاحِ الأمصار وجبايةِ الأموال، فذلك ضَعْف نزعه، وفي قولهِ: «ليريحني» إشارةٌ إلى أنَّ الدُّنيا للصَّالحين دار نصبٍ وتعب، وأنَّ في الموت لأهل الصَّلاح والدِّين راحةً منها، وشبَّه أمرَ‼ المسلمين بالبئرِ لما فيها من الماءِ الَّذي به حياةُ العباد وصلاحُ البلاد، وشبَّه الوالي عليهم والقائم بأمورهِم بالنَّازع الَّذي يَستقي(7)، وأوَّل بعضُهم الحوض بأنَّه معدنُ العلم وهو القرآن الَّذي يغترفُ النَّاس منه(8) حتَّى يرووا دون أن ينتقصَ(9).


[1] في (د) زيادة: «ابن إبراهيم».
[2] «هو»: ليست في (د).
[3] في (ع) زيادة: «لي».
[4] في (ع): «الأولى».
[5] في (ص): «ليريحنا».
[6] في (د): «بعدهما».
[7] في (د): «يستسقي».
[8] في (د): «الناس كلهم منه».
[9] في (ب): «ينقص»، وفي (د): «ولا ينتقص».