إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا يمنعك ذلك فإنما الولاء لمن أعتق

          6757- وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) البلخيُّ (عَنْ مَالِكٍ) هو ابنُ أنسٍ الأصبحيِّ، إمام الأئمَّة(1) (عَنْ نَافِعٍ)‼ مولى ابنِ عمر (عَنِ ابْنِ عُمَرَ) ☻ (أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ) ♦ ، وسقط «أمَّ المؤمنين» لأبي ذرٍّ (أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ جَارِيَةً) هي بريرةُ (تُعْتِقُهَا(2)) أي: لأن تُعتقها، وهو بضمِّ الفوقيَّة (فَقَالَ أَهْلُهَا: نَبِيعُكِهَا عَلَى أَنَّ وَلَاءَهَا لَنَا، فَذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللهِ) أي: ذكرت عائشة قولهم: نبيعُكها على أنَّ ولاءهَا لنا، ولأبي ذرٍّ: ”فذكرتْ ذلك لرسولِ الله“ ( صلعم فَقَالَ: لَا يَمْنَعُكِ ذَلِكِ) بكسر الكاف، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: ”لا يمنعنَّك“ بالنون الثَّقيلة بعد العين (فَإِنَّمَا الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ) اللَّام للاختصاص، كما قاله الكِرْمانيُّ، يعني: أنَّ الولاءَ مختصٌّ بمن أعتقَ وبذلَ المالَ في إعتاقهِ. قال العينيُّ: ويجوز أن تكون للاستحقاقِ، كهي في قولهِ تعالى: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ}[المطففين:1] واستحقاقُ المُعْتِق الولاء لا يُنافي استحقاقَ غيره، ويجوزُ أن تكون للصَّيرورةِ، وصيرورةُ الولاءِ للمعتِق لا يُنافي(3) صَيرورته لغيرهِ.


[1] «هو: ابنُ أنسٍ الأصبحيِّ، إمام الأئمَّة»: ليس في (ع) و(د) وجاء بدلها: «الإمام».
[2] في (ع): «لتعتقها».
[3] في (ب) و(س): «تنافي».