إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: من صلى البردين دخل الجنة

          574- وبه قال: (حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ) بضمِّ الهاء وسكون الدَّال وفتح المُوحَّدة، القيسيُّ(1) البصريُّ (قَالَ: حدَّثنا هَمَّامٌ) هو ابن يحيى قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، وللأَصيليِّ: ”حدَّثنا“ (أَبُو جَمْرَةَ) بالجيم والرَّاء، نصر بن عمران الضُّبَعيُّ البصريُّ (عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى) وسقط للأربعة «ابن أبي موسى» (عَنْ أَبِيهِ) أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعريِّ ☺ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ) بفتح المُوحَّدة وسكون الرَّاء، صلاة(2) الفجر والعصر لأنَّهما في بردي النهار، وهما(3) طرفاه حين يطيب الهواء وتذهب(4) سَوْرَةُ الحرِّ (دَخَلَ الجَنَّةَ) عبَّر بالماضي عن المضارع ليعلم أنَّ الموعود به بمنزلة الآتي المُتحقِّق(5) الوقوع، وامتازت الفجر والعصر بذلك لزيادة شرفهما، وترغيبًا في المحافظة عليهما لشهود الملائكة فيهما كما مرَّ، ومفهوم اللَّقب ليس بحجَّةٍ، فافهم.
           (وَقَالَ ابْنُ رَجَاءٍ) بفتح الرَّاء والجيم، عبد الله البصريُّ الغُدَاني ممَّا وصله الذُّهليُّ: (حدَّثنا) وللأَصيليِّ: ”أخبرنا“ (هَمَّامٌ) هو(6) ابن يحيى (عَنْ أَبِي جَمْرَةَ) بالجيم: (أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ) الأشعريَّ (أَخْبَرَهُ بِهَذَا) الحديث، ومراده بهذا التَّعليق: أنَّ أبا بكر السَّابق في السَّند هو ابن أبي موسى الأشعريُّ، فإنَّه اختلف فيه، فقيل: إنَّ الحديث محفوظٌ عن أبي بكر بن عمارة بن رُؤيْبَة(7)، الثقفيِّ، فاعلم.
          وبه قال: (حدَّثنا إِسْحَاقُ) هو ابن منصور بن بهرام الكوسج التَّميميُّ المروزيُّ، وليس هو إسحاق بن رَاهُوْيَه (عَنْ حَبَّانَ) ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا حَبَّان“ وهو(8) بفتح الحاء المُهمَلة وتشديد المُوحَّدة، ابن هلالٍ الباهليُّ قال: (حدَّثنا هَمَّامٌ) قال: (حدَّثنا أَبُو جَمْرَةَ) بالجيم (عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ) عبد الله بن أبي موسى الأشعريِّ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم مِثْلَهُ) وفي رواية: ”بمثله“ بزيادة المُوحَّدة، فاجتمعت الرِّوايات على(9) همَّام بأنَّ شيخ أبي جمرة هو أبو بكر بن عبد الله، لا أبو بكر بن عمارة بن رُؤيبَة.


[1] في (ص): «الأيلي»، وليس بصحيح.
[2] «صلاة»: ليس في (ب) و(س).
[3] في (د): «وهو».
[4] في (ص): «مذهب».
[5] في (ب) و(س): «المُحَقِّق».
[6] «هو»: سقط من (د).
[7] في (س): «رؤيية».
[8] قوله: «ولأبي ذرٍّ: حدَّثنا حِبَّان، وهو» سقط من (م).
[9] في (د) و(م): «عن».