انتقاض الاعتراض

معلق ابن رجاء: أن النبي صلى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة

          4125- (غزوةُ ذاتِ الرِّقاع(1) ) قوله في حديث / جابر: «صلَّى بأصحابه في الخوفِ في غزوة السَّابعة».
          قال (ح): هو مِن إضافة الشَّيء إلى نفسه على رأيٍ.
          قال (ع):(2) ينبغي أن يُقال: هو مِن إضافة الشَّيء إلى نفسه بتأويل.
          قوله فيه: وقال ابن إسحاق: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ سَمِعْتُ جَابِرًا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلعم إِلَى ذَاتِ الرِّقَاعِ مِنْ نَخْلٍ فَلَقِيَ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ فلمْ يكن، فقال(3) : وأَخَافَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فصلِّى النَّبيُّ صلعم ركعتي الخوف.
          قال (ح): لم أرَ هذا الَّذي ساقه عن ابن إسحاق هكذا في شيء مِن كتب المغازي ولا غيرها.
          قال (ع):(4) لا يلزم مِن عدم رؤيته في موضع مِن المواضع عدم رؤية(5) البخاري ذلك في موضع لم يطَّلع عليه القائل؛ لأنَّ اطِّلاعه لا يقارب أدنى اطِّلاع البخاري ولا إلى شيء مِن ذلك.
          قلت: عليه الإدراء، فغفل عن المراد، وذلك أنَّ (ح) لم يُرد بكلامه الرَّدَّ على البخاري، وإنَّما كان تصدَّى لوصل التَّعاليق الَّتي في البُخاري فلم يجدْ سند هذا الموضع مذكورًا في شيء مِن تصانيف البخاري الَّتي وقف عليها، / ولا في شيء ممَّا وقف عليه مِن الجوامع والمسانيد والأجزاء المنثورة، فقال هذا الكلام اعتذارًا عن شركة ذكر مَن وصل هذا التَّعليق كعادته لسعة همَّة مَن يقع له بعد ذلك على إلحاقه تكميلًا للفائدة.
          وقد قال (ح) متِّصلًا بقوله: لم أرَه مِن رواية ابن إسحاق إلَّا أن يكون البخاري اطَّلع على ذلك مِن وجه آخر لم يقف عليه، أو وقع في النُّسخة تقديم وتأخير، ولم أرَ مَن نبَّه على ذلك في هذا الموضع.انتهى.
          وما درى(6) أنَّه يأتي مِن آخر كلامه بألفاظه حتَّى لفظه، قلت: وينسخ(7) جميع ذلك في كتابه غير ناسِبٍ لشيء منه إليه، حتَّى إذا طعن(8) بموضع يظنُّ أنَّ عليه فيه اعتراضًا أو مؤاخذة أو ما طغى القلم به أو جرى ممَّن ليس بمعصوم مِن الخطأ والنسيان، وكأنَّه ظفر بكنزٍ عظيمٍ، فلا يزال يرعد ويبرق ويزعج ويخنق، وأكثر ما يقع له مِن ذلك يكون(9) الأوَّل عذرًا(10) ولكن يغطي على عين هذا المعترض غشاء، والبغض(11) والازْدراء والتنقيص، فينطلق لسانه بغير رويَّة(12)، اللَّه حصيب(13) كلِّ ظالم؛ بل لا أزال أحمد اللَّه كثيرًا على ما أنعم(14) به عليَّ مِن أنَّه لم يقتصَّ(15) / للتَّتبُّع(16) معائب كتابي إلَّا مَن لا يهتدي في غالب اعتراضاته إلى الصَّواب، فللَّه الحمد، للَّه الحمد(17).


[1] قوله : «غزوة ذات الرقاع » غير واضحة في (د).
[2] قوله : «(ع)» غير واضحة في (د).
[3] في (د): «قتال ».
[4] قوله : «(ع)» غير واضحة في (د).
[5] في (س): «رواية».
[6] في (س): «روى».
[7] في (س): «ينسج».
[8] في (س): «ظفر».
[9] في (س) و(د): «بكون».
[10] في (س): «عذر».
[11] في (س): «النقص» بدل «والبغض» وسقطت الكلمة كلها من الأصل.
[12] في (ظ): «رؤية».
[13] في(د) و(س): ((حسيب)).
[14] في (س): «نعم».
[15] في (س): «يقبض».
[16] في (د) و(س): «لتتبع ».
[17] قوله : «الحمد» ليس في (د).