انتقاض الاعتراض

معلق أبي الوليد: لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى

          4080- (بابٌ: منْ قُتِلَ مِن المسلمين يومَ أُحدٍ(1) ) قوله في حديث جابر: «لمَّا قُتل أبي جعلت أبكي وأكشف الثَّوب عن وجهه...» الحديثَ، وقال النَّبيُّ صلعم: «لاَ تَبْكِهِ و(2) لا تبكي...» الحديث.
          قال (ح):(3) ظاهره أنَّ النَّهي لجابر، وليس كذلك، وإنَّما هو لِفَاطِمَةَ بِنْتِ عَمْرٍو عَمَّةِ جَابِرٍ، وقد مرَّ(4) في الجنائز بلفظ: «فسمع صوت صائحةٍ، فقال: من هذه؟ فقالوا: بنتَ عمرو(5) أو أختَ عمرو، قال: فَلِمَ تَبْكِي، أَوْ لا تَبْكِي».
          وفي مسلم: «وَجَعَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو عَمَّتِي تَبْكِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: / لَا تَبْكِيهِ».
          قال (ع):(6) كيف يترك صريحَ النَّهي لجابر، ويُقال: النَّهيُّ لفاطمةَ بنتِ عمروٍ، ليس لها ذكرٌ في حديث الباب(7)، وليس كما ذكر في حديث الباب، وإن كان أصل الحديث واحدًا(8)، فهو تصرُّفٌ عجيبٌ، فلا مانع أن يكون النَّهي لجابر، وهذا الحديث(9) لجابرٍ، وهناك لفاطمة.
          قلت: إذا سُلِّم أنَّ القصَّةَ واحدةٌ، حُمِلَ خطابه لجابر بلفظ: «لا تبكي» على أنَّه أمَرَه أن ينهي عمَّتَه عن البكاء جمعًا(10) بين اللَّفظين.


[1] قوله : «بابٌ: منْ قُتِلَ من المسلمين يومَ أُحد » غير واضحة في (د).
[2] في (د): «أي »، وفي (ظ): «أو».
[3] قوله : «(ح)» غير واضحة في (د).
[4] قوله : «مر» ليس في (د).
[5] قوله: «عمة جابر وقد مرَّ في الجنائز بلفظ: فسمع صوت صائحةٍ، فقال: «من هذه؟ » فقالوا: بنتَ عمرو» ليس في (س).
[6] قوله : «(ع)» بياض في (د).
[7] قوله: «ليس لها ذكر في حديث الباب» ليس في (س).
[8] في (س) و(ظ): «واحد».
[9] قوله: ((وهذا الحديث)) زيادة من (د) و(س) و(ظ).
[10] في (س): «جمع».