انتقاض الاعتراض

حديث أم رومان: بينما أنا مع عائشة جالستان

          3388- (بابٌ: { لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [يوسف:7]) قوله: «سُفيان عن مسروقٍ، سألت أم رُومَان».
          قال (ح):(1) منتصرًا للبخاري: قال البخاري في «التاريخ»: لما ذكر رواية عليِّ بن زيدٍ بن جدعانَ عن القاسمِ قال: مَاتَتْ أُمُّ رُومَانَ فِي زَمَنِ رسولِ صلعم، فيه نظرٌ؛ لضعف عليٍّ، وانقطاع رواية القاسم.
          قال: وحديثُ مسروقٍ أسند(2).
          وقال أيضًا: الَّذي رواه ابن سعدٍ أصله مِن الواقديِّ.
          قال (ع): وردَّ عليه بأنَّ الحُميدي قال: كان بعض مَن لقيت مِن البغداديين الحفَّاظ يقولون: الإِرسال في هذا الحديث بيِّن.
          قلت: البعض الَّذي عناه هو الخطيب والبحث معه، فكيف يصلح أن يكون كلامه ردًّا؟!.
          ولقد أظهر (ح) لدعواه / أدلةً لا تخفى صحَّتها عند مَن(3) له إلمامٌ بصناعة الحديث، ولا سيَّما في ترجمة أمِّ رُومان مِن «تهذيب التهذيب»، مِن أوضحها أنَّ في الرِّواية التي اعتمدوا عليها أنَّ أمَّ رُومان ماتت في حياة النَّبيِّ صلعم في سنةِ خمسٍ أو ستٍّ، وقد ثبت في «الصحيح» عن عبد الرَّحمن بن أبي بكر الصِّديق في قصَّة أضيافِ أبي بكر(4) وفيه: «قال عبد الرحمن: أنا وأبي وأمي»(5).
          وأمُّ رُومان هي والدة عبد الرَّحمن، وقد أخبر عبد الرَّحمن في هذا الحديث أنَّه شهد هذه القصَّة، وكانت هجرته في السَّنة السابعة، فبقاءُ أمِّه إليها في الخبر الصَّحيح المتَّفق على صحَّته يدلُّ على ضعف الخبر الذي فيه أنَّها(6) ماتت قبل ذلك سنة خمس أو ستٍّ.


[1] قوله : «(ح)» بياض في (د).
[2] قوله: «أسند» ليس في (س).
[3] في (س): «عمن».
[4] في (س): «بكرة».
[5] قوله: «وأمي» ليس في (س).
[6] قوله: «أنها» ليس في (س).