الإفهام لما في البخاري من الإبهام

حديث: بلغني أن أقوامًا يقولون كذا وكذا

          278- عن ابن عباس: جاء عليُّ بن أبي طالبٍ، فأمره النبيُّ صلعم / أن يُقيم على إحرامه، وأشركه في الهدي.
          أخرج الطبرانيُّ ما يبيِّن هذا الاشتراك(1) في الجزء الثالث، فيمن اسمه (محمَّد بن عليٍّ الصائغ): عن البراء بن عازب قال: كنتُ مع عليٍّ حين أمَّره النبيُّ صلعم على اليمن، فأصبتُ معه أواقٍ، فلمَّا قدم على رسول الله صلعم قال(2): إني أهللتُ بإهلالٍ كإهلال النبيِّ صلعم، فأتيتُ النبيَّ صلعم فقال: «كيف صنعتَ؟»(3) فقلتُ: أهللتُ بإهلالٍ كإهلال النبيِّ صلعم، قال: «فإنِّي قد سقتُ(4) الهدي» وقال لأصحابه: «لو أنِّي استقبلتُ مِن أمري ما استدبرتُ لفعلتُ كما فعلتُم، ولكن سقتُ الهدي»، فقال: انحرْ مِنَ البُدْن(5) سبعًا وستِّين(6) ، أو ستًّا وستِّين، وأمسكْ لنفسك ثلاثًا وثلاثين، أو أربعًا وثلاثين، وأمسك(7) «مِن كُل بدنة بضعة».
          رواه محمَّد بن عليٍّ الصائغ عن يحيى بن معين، عن حجَّاج بن محمَّد، قال: حدَّثنا يونس بن أبي(8) إسحاق عن أبي(9) إسحاق، عن البراء.
          قال: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا يونس، تفرَّد به حجاج ابن محمَّد.
          وأمَّا(10) رواية مسلم(11) في حديث جابر الطويل في (حجَّة النبيِّ صلعم) فلفظه(12): ثمَّ انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثًا وستِّين بدنةً، ثم أعطى عليًّا ☺، فنحر ما غبر(13)، وأشركه في هديه.
          فلا يدلُّ على تعيين ذلك؛ لاحتمال أن يكون وكيلًا في ذبح(14) الباقي، فليس(15) فيه تعيين بأنَّه(16) الاشتراك، وأمَّا حديث الطبرانيِّ ففيه التعيين مِن قوله(17): «وأمسك لنفسك» فهذا صريح(18)، والحديث في «سنن أبي داود» و«النسائيِّ»، والله أعلم(19). [خ¦2505] [خ¦2506]


[1] في (أ): (الإشراك). وكذا في المطبوع.
[2] في (أ): (فقال). وكذا في المطبوع.
[3] زيد في (م): (فقلت: صنعت).
[4] في (أ): (سمعت).
[5] في (أ): (البدين) بلا نقط.
[6] في (أ): (وسبعين).
[7] في (أ): (فأمسك). وكذا في المطبوع.
[8] (أبي): سقط من (م).
[9] في (م): (ابن)، وكذا في الموضع اللاحق، وهو تحريف.
[10] في المطبوع: (ولنا).
[11] في (أ): (وأثاروا به مسلم)، وهو تحريف.
[12] في (أ) و(م): (بلفظ). وكذا في المطبوع.
[13] في المطبوع: (مئة عير).
[14] في (أ): (دفع). وكذا في المطبوع.
[15] في (أ) و(م): (وليس). وكذا في المطبوع.
[16] في (أ) و(ق): (ما به)، وفي (م): (مائه).
[17] في (أ): (التعيين وقوله). وكذا في المطبوع.
[18] زاد في المطبوع: (والله أعلم).
[19] (والله أعلم): ليست في المطبوع.