أعلام الحديث في شرح معاني كتاب الجامع الصحيح

حديث: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد

          392/ 1889- قال أبو عبد الله: حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ، قال: حدَّثنا أَبُو (1) أُسَامَةَ، عن هِشامٍ بن عروة، عن أَبِيهِ:
          عَنْ عائشة ☻، قالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلعم المَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلالٌ، وَكانَ أَبُو بَكْرٍ إذا أَخَذَتْهُ الحُمَّىَ يَقُولُ:
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ                     والمَوْتُ أَدْنَىَ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
          وَكانَ بِلَالٌ إذا أُقْلِعَ (2) عَنْهُ رفَعُ عَقِيرَتَهُ يَقُولُ (3) :
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً                     وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْماً مِياهَ مَـِجَنَّةٍ
بِوادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ                     وَهَلْ يَبْدُوَنْ (4) لِي شامَةٌ وَطَفِيلُ
          قال (5) : ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنا (6) المَدِينَةَ كَحُبِّنا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللَّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي صاعِنا ومُدِّنا، وَصَحِّحْها لَنا، وانْقُلْ حُمَّاها إلى الجُحْفَةِ». قالَتْ (7) : وَقَدِمْنا / المَدِينَةَ وَهْيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللهِ، وكانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلاً. تَعْنِي: ماءً آجِناً.
          (الإذْخِرُ): شجرٌ (8) معروفٌ.
          و (الجليلُ): نبتٌ يقال: إنَّه الثُّمامُ (9).
          و (مَجَنَّةُ): سُوق مَتْجَر كانت بقربِ مكَّةَ.
          و (شَامَةٌ وطَفيلٌ): عينان هناك. وكنتُ مَرَّةً أحسبُ أنَّهما جَبَلان (10) حتَّى أُثبتَ لي أنَّهما عينان.
          وقوله: (بَاركْ لنا (11) في صَاعِنَا ومُدِّنَا) يريدُ: في طَعَامِنا المَكِيلِ بالصَّاعِ والمُدِّ (12).
          و (النَّجْلُ): مَاءُ البئر (13).
          و (الآجِنُ): المُتَغَيِّرُ الرِّيحِ.
          ويقال: إنَّ الجُحْفَةَ (14) كانت إذْ ذاكَ دَارَ اليَهودِ؛ فلذلك دَعَا بنقلِ الحُمَّى إليها (15).


[1] (أبو) سقطت من (ط).
[2] في (أ) و(م): (أقلعت).
[3] في (أ): (فقال).
[4] في (أ): (يبدن).
[5] (قال) سقطت من الفروع.
[6] في (م): (لنا).
[7] في الفروع: (قال).
[8] في الفروع: (شيء).
[9] (الثمام) بضم المثلثة نبت ضَعيفٌ له خُوصٌ أو شبيه بالخوص، يحشى به خصاص البيوت (اللسان :ثمم).
[10] في الفروع: (أحسبهما جبلين).
[11] في (ط): (بارك الله لنا).
[12] في الفروع: (وعبَّر بالصاع والمد عن الطعام الذي يكال بهما).
[13] في الفروع: (ماء النز).
[14] (الجُحْفة) بضم الجيم وسكون الحاء المهملة: موضع بين مكة و المدينة و هي ميقات أهل الشام عمدة القاري (17/ 348).
[15] جاء في (م) هنا: (كمل كتاب المناسب بحمد لله وعونه، والصلاة على نبيه صلعم، بسم الله الرحمن الرحيم).