أعلام الحديث في شرح معاني كتاب الجامع الصحيح

حديث: لن يدخل أحدًا عمله الجنة

          1008/ 5673- قال أبو عبد الله: حَدَّثَنا أبو اليمان، قال: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ (1)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:
          أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: «لَنْ يُدْخِلَ أَحَداً عَمَلُهُ الْجَنَّةَ (2)». قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا أَنَا، إلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ (3)، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَلَا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ؛ إِمَّا مُحْسِناً فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْراً، وَإِمَّا مُسِيئاً فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ».
          قوله: (يَتَغَمَّدني الله) معناه: يَغْمُرني اللهُ (4) برحْمةٍ منه، وإذا اشْتَملْتَ على شيءٍ فَغَطَّيتهَ من تحتك، فقد تَغمدته. وقد يُحتمل أن يكون (5) معناه أنَّه صَارَ له كالغِمْدِ للسَّيْفِ.
          وقوله: (يَسْتَعْتب (6)) يعني (7) : يُسْتَرْضَى، يُريد: التوبة والإنابة. يقال: اسْتَعْتَبْتُ الرجل؛ إذا تَرَضَّيتهَ، فأعتبني (8)؛ أي: صَارَ إلى الرِّضَا عنِّي. ومنه قولهُ تعالى: {وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ} [فصلت:24].


[1] في (ر) و(ف): (شعبة).
[2] في (أ): (الجنة بعمله).
[3] في (أ): (يتغمدني الله برحمته) وزاد في (م): (منه).
[4] (الله) لفظ الجلالة ليس في (أ) و(م) وسقط من (ر) و(ف): (معناه يغمرني الله).
[5] (أن يكون) سقطت من (م).
[6] زاد في (م): (الرجل).
[7] في هذه الورقة طمس في (ط) وفي (م): (معناه).
[8] في (م): (بما عسى).