أعلام الحديث في شرح معاني كتاب الجامع الصحيح

حديث: دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيدًا وإن عيدنا هذا اليوم

          793/ 3931- قال أبو عبد الله: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّىَ، قال: حدَّثني غُنْدَرُ، قال: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ (1) :
          عَنْ عائشة: أَنَّ أَبا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْها، وَعِنْدَها قَيْنَتانِ تُغَنِيَّان بِما تَعازَفَتِ الأَنْصارُ يَوْمَ (2) بُعاثٍ.
          يُريد بالقينتين: جاريتين، لا مُغَنِّيتينِ. يقال للحُرَّةِ من الجَواري: قَيْنَةٌ. وللأمَة المملُوكةِ: قينةٌ (3)، وللمغنية: قينةٌ، وللماشِطَةِ التي تُزَيِّنُ العرائسَ (4) : قينةٌ.
          و (يوم بُعَاث): يوم مذكورٌ من أيَّام الجاهليَّة، كان (5) للأوس على الخزرجِ (6).
          وقولها: (تَعَازَفَتْ) يَحتملُ أن يكون من عَزْفِ اللَّهْوِ وضَرْبِ المَعَازِفِ على تلك الأشعار وإنشادِها، يتذامَرون (7) بذلك على القتال.
          ويَحتمل أن يكونَ من العَزِيف (8)، وهو أصواتُ الوَغَا، كَعَزِيفِ الريَاحِ، وهو ما يُسْمَعُ من دَوِّيها، ومنه عَزِيفُ الجِنِّ (9)، وهو جَرْسُ (10) أصواتها فيما يقال، والله أعلم.


[1] (عن أبيه) سقط من (أ).
[2] (يوم) تكررت في (ر).
[3] في (ط): (مغنية).
[4] في (ر) و(ف) و(م): (العروس).
[5] في (ر): (مجلس) وصقطت من (ف).
[6] انظر: أيام العرب في الجاهلية ░73▒، واللسان، والتاج (بعث).
[7] في (ر) و(ف): (يتزامرون). و الذَّمْرُ _بالفتح_: الملامة والحَضُ معاً والتَّهَدُّدُ والغَضَبُ والتَّشجيع. وتذامَر القومُ: إذا تَلاَوَمُوا (التاج : ذمر).
[8] في الفروع: (العزف).
[9] يقال: عزفتِ الجن تَعْزِف عَزِيفاً إذا صَوَّتت ولعبت. (التاج : عزف) 568.
[10] في (أ): (حوض).