أعلام الحديث في شرح معاني كتاب الجامع الصحيح

حديث: المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا فمن أحدث حدثًا

          669/ 3179- قال أبو عبد الله: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قال: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ:
          عَنْ عَلِيٍّ ☺ قَالَ: ما كَتَبْنَا عَنِ النَّبِيِّ صلعم إلَّا القُرْآنَ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، قال النَّبِيُّ صلعم : «المَدِينَةُ حَرَامٌ ما بَيْنَ عَائـرٍ إلىَ كَذَا (1)، فَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً، أَوْ آوَىَ مُحْدِثاً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ (2) منه عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ، وَذِمَّةُ المُسْلِمِينَ (3) وَاحِدَةٌ، يَسْعَىَ بها أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِماً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَمَنْ وَالَىَ قَوْماً بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ (4) منه صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ (5)». / قد فسَّرنا (6) أكثَر ما في هذا الحديث (7) فيما تقدم من الكتاب (8) إلَّا قوله (9) : (يسعى بذِمَّتهِم أدناهم) وهو أن يُجيرَ الواحدُ من المسلمين كافراً، كانَ المُجيرُ حُرّاً (10) أو عبداً أو امرأةً فإنَّ جِواره مَاضٍ، ليس لأحدٍ منهم أن يخفِرَ ذِمَّتَه (11)، وليس له أن يُجيرَهُ (12) أبداً، لكن مُدَّةً معلومةً، ولاَ لهُ (13) أيضاً أن يَعقدَ (14) ذِمَّةً لِأُمَّةٍ من الكُفَّارِ، فإنَّ ذلك يُؤَدِّي إلى تعطيلِ (15) الجهادِ، وأمنِ أهلِ الكُفرِ، ولكن يكونُ ذلك منه للواحِدِ وللنَّفَرِ منهم والقبيلةِ (16) إذا طلبوا الأمانَ؛ ليُسلموا، أو يُسْتَمْهَلُوا لِيُنظَرُوا في أمُورِهم، أو نحو ذلك من أنواع المصلحة (17).


[1] زاد في (أ): (وكذا).
[2] في (أ): (لا يقبل الله).
[3] في (ر) و(ف): (المؤمنين).
[4] في (أ): (لا يقبل الله).
[5] قوله: (ومن والى قوماً... ولا عدل) سقط من (م).
[6] في (م): (ثم فسرنا).
[7] في (ط): (أكثر في الحديث).
[8] انظر: شرحه للحديث رقم395/ 1870.
[9] في (ف): (قولهم).
[10] أقحم في (م) هنا: (كان).
[11] في (م): (عهده).
[12] (أن يجيره) سقطت من (ر).
[13] في (أ): (وليس له).
[14] في (م): (أن يحقر).
[15] (تعطيل) سقطت من (ر).
[16] دفي (ط): (أو لقبيلة).
[17] وجاء في هامش (ط) ولكنه مخروم فلم يتضح المعنى تماماً: تفسير الأدنى أي من هو أدنى حالاً منهم ولم يكن... تفسير يسعى... ويحمتل عليه أن المراد بالأدنى الأقرب أي القريب من ديار الإسلام يسعى بذمتهم... أي نفوسهم فإن الذمة هي الأمان على ما ذكر... أبو عبيدة ذكر في مجمل اللغة والأمان سبب... اللوم فهو معبر بالسبب عن المسبب وعما جاء... لا بد له من تأويل أيضاً فإن معنى السعي... بذمتهم أن يعرض... واللفظ ينبو عنه إلَّا بتأويل وتكلف في المجاز... بعد ذلك
جاء في (ر) و(ف): (تم كتاب الجهاد والحمد لله) زاد في (ر): (وحده) وفي (ف): (حق حمده).